التحضيرات الامتحانية في سوريا "طلاب بين أمل النجاح وفوبيا الرسوب"

التحضيرات الامتحانية في سوريا "طلاب بين أمل النجاح وفوبيا الرسوب"

خاص - نور علي 
مع اقتراب فترة الامتحانات يبدأ شبح الخوف والقلق بمطاردة الطلاب السوريين وتبدأ هواجس النجاح أو الرسوب تؤرقهم، ما يؤدي إلى ضعف القدرة الدراسية والتركيز الذي يعتبر سبباً رئيسياً في فقدان الطالب منهم للعديد من درجاته الإمتحانية التي يغير الفارق بها مصير عام كامل من مشوار الطالب الدراسي وخاصة لطلاب الشهادة الإعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والأدبي.

- مشكلات الطالب النفسية والجسدية أثناء الامتحانات 

يعاني أغلب الطلاب خلال تحضيراتهم للامتحان من تغييرات نفسية عديدة نتيجة التخبط بين توقع الفشل في المواد الامتحانية وسوء الأداء فيها أو الرغبة في التفوق على الآخرين، والخوف من عواقب النتيجة النهائية وإنعكاسها على ردود فعل الأهل.

هذه التغييرات النفسية نتيجة الخوف والقلق من الامتحانات تدفع العديد من الطلاب إلى ممارسة بعض السلبيات التي قد تكون عواقبها وخيمة على الجسد، مثل السهر ليلة الامتحان وتناول أدوية تمنعهم من النوم والإكثار من شرب المنبهات، اعتقاداً منهم بأنها تساعدهم على الصحوة وإبقاء العقل بحالة نشاط وتأهب وهذا الاعتقاد خاطئ. 
يقول المرشد التربوي "إسماعيل حبيب" لموقع المشهد :"أن الجسد على الرغم من بقائه مستيقظاً في حال تنبيه الأعصاب بهذه الطرق غير الصحية، إلا أن الدماغ وهو العنصر الرئيسي يبقى في خمول، لهذا السبب يشعر الطالب بالتشتت الذهني أثناء الإمتحان وعدم التركيز وصعوبة استذكار المعلومة، فضلاً عن المخاطر التي قد تلحق تباعاً بالجملة العصبية".

- محيط الطالب والضغط الأسري

لاشك أن الأهل هم شركاء النجاح والإخفاق مع الطالب، وشركاء الخوف والقلق والسهر أيضاً، فعلى الرغم من مساعيهم العديدة لتوفير جو دراسي هادئ ومثالي لأبنائهم، إلا أنهم في بعض الأوقات يعتبرون السبب الحقيقي وراء شعور الطالب بالتوتر خلال فترة الإمتحانات، وذلك من خلال تعرضه لضغط شديد، كمنعه من وسائل ترفيهية عديدة وفرض الدراسة عليه على مدار الـ 24 ساعة دون السماح له بأخذ قسطاً من الراحة أو الترويح عن النفس قليلاً ليسترجع العقل نشاطه، وتحميله مسؤوليات كبيرة وممارسة أسلوب التهديد والوعيد ونعته بالفشل بدل التحفيز والتشجيع، وهذه الأمور وغيرها تشكل عبئاً ثقيلاً على الطالب وتحصره بدائرة الرهاب الإمتحاني.

- التوقعات الامتحانية وتأثيرها على الوضع النفسي للطالب

كلما اقتربت فترة الامتحان، زاد القيل والقال وظهر ممتهنون التنجيم والتوقعات الامتحانية الذين يلعبون على الوتر الحساس للطالب وحاجته الملحة لأدنى معلومة تجعله يلتمس الطمأنينة حول طبيعة النموذج الإمتحاني الذي ينتظرهم، ويقومون بنشر أسئلة معينة من كل مادة يزعمون أنها توقعات صادرة عن مدرس ما وأنها تطابق الأسئلة الأصلية، الأمر الذي يوقع الطالب بين الحيرة والشك، ويجعل نسبة كبيرة من الطلاب يعتمدونها اعتماداً مطلقاً ويستعيضون بها عن بقية المنهاج، وآخرون منهم ينتابهم الإحباط إذا لم يحصلوا عليها ويفقدون الثقة بجهدهم ودراستهم ومعلوماتهم، وغالباً كانت هذه التوقعات سبباً بتعرض بعض الطلاب لإنهيارات عصبية حادة في حال لم تتحقق نبوءتها.

- فوبيا الامتحانات تدفع الطلاب للإنتحار

 وسط التحضيرات للفترة الامتحانية، يكون واقع التعب النفسي لبعض الطلاب في مراحله الأخيرة ليصل إلى درجة اليأس المطلق من السيطرة على حالة الذعر التي تنتابهم، بالتوازي مع عدم الوعي الأسري في التعامل مع الطالب، حيث يعمد بعض الطلاب للإنتحار واختيار هذا  المصير الأسود هرباً من الضغط ومن عقاب الأسرة أو شماتة الآخرين ونظراتهم. 
وفي هذا السياق كانت قد سجلت الضبوطات الأمنية السورية حالات انتحار عديدة نفذها بعض الطلاب في المرحلة الإعدادية وغيرهم في المرحلة الثانوية في محافظات سورية مختلفة وبطرق متنوعة كان أشهرها في اللاذقية، طرطوس والسويداء، ومع تكرار الضغوط على طلاب الشهادات، تزداد حالات الانتحار نتيجة الامتحانات وتتحول إلى ظاهرة منتشرة.

يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء المهندس "عماد خميس"  يرافقه وزير التربية "عماد العزب" قد قاموا بتفقد المراحل الأخيرة لاختيار الأسئلة الإمتحانية وتجهيزها في "بنك طباعة الأسئلة" في دمشق ، والذي يتم فيه وضع نماذج الأسئلة الإمتحانية للشهادات العامة، وبدوره لفت الأخير خلال اجتماع سابق،إلى  أن الأسئلة الإمتحانية هذا العام ستكون بسيطة ومصاغة ضمن اسلوب يخفف الضغط النفسي عن الطلاب ويكشف مستواهم.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر