عندما ينتصر الوطن وينسى أبناءه

عندما ينتصر الوطن وينسى أبناءه

في كل مايمر بك كل يوم من أحداث تسرك أو تضرك، تؤذيك أو تمنعك من نعيم راحة البال، لا تنس أيها المواطن أننا انتصرنا على الإرهاب، ونحن نأمل أن ما تبقى حتى يعود الوطن كاملاً مكتملاً ليس بالكثير.

 بينما نأمل بانتصار الوطن انتصاراً كاملاً، نرجو أن يكون الانتصار أكثر اكتمالاً وكمالاً، وإلى أن يحين ذلك الوقت، نتقدم من أبناء الوطن  الذين عملوا جهدهم للبقاء على قيد الحياة وهم اليوم على حافة الجوع ، نقول لهم أن يتجملوا بالصبر إلى حين، فالحكومة مشغولة بخطط نهضة البلد من كل النواحي، ومشغولة أيضاً بتأسيس اقتصاد متين وتنظيف الأجهزة الحكومية من الفساد، أما أنت أيها المواطن فلا تبال إذا وجدت العكس ولا تبال من الجوع والمرض والفقر والحرمان من الكهرباء والماء والغاز وبنزين سيارتك إذا كنت تملك سيارة، ولا تتذمر إذا كانت لك أي معاملة مع ابن الحكومة في أي دائرة، لا تهتم إذا تجاهل حاجتك ولم ينصفك، لا تتذمر، فالحكومة لا تحب المواطن الذي يشتكي ويطالب بأي حقوق صغيرة أو كبيرة، وهي تمنع الجريدة والتلفزيون والفيس بوك من إبداء رأي مختلف، فعلى الجميع التركيز على الإيجابيات حتى لو لم تكن موجودة، لا تتذمر لأن الحكومة مقتنعة أنك تعيش مكتفياً وعزيزاً وإذا كان لديك شعور مختلف فالغلط من عندك وعليك الصبر لأن الوطن يتعرض لمخاطر ومؤامرات لا تنته.  

 لا تنس أيها المواطن وأنت تعيش وتتنعم بمتعة استنشاق هواء الوطن المنتصر أن تصبر وتجعل مصلحة الوطن في أول أولوياتك، لاتشتك ولا تتذمر، فشكواك تعيق جهود الحكومة في مكافحة الفساد المنتشر كالهواء، وإذا حدث واشتكيت لمحافظ طرطوس وهو يزور  أضرحة الشهداء، وأدار ظهره لك فلابأس، فهو ليس مكلفا بالاستماع إليك حتى لو كنت أباً لشهيد ولديك مظلمة فلديه مشاغله.

أنت لست وحدك، لست الوحيد الذي لديه مشكلة ولم تستمع إليه المحافظة أو البلدية، ففي كل مكان هناك شكوى، في حلب وحمص وحماه ودرعا ..ووو. ومثلاً في حي الرمل الشمالي وأحياء أخرى في اللاذقية يفيق الأهالي كل صباح على زقزقة العصافير والروائح اليومية القاتلة لأن المحافظة تنعّمت عليهم وتركت لهم كل أنواع القمامة التي تراكمت من عشر سنين حتى صارت تلالاً يتسلقها الأطفال، فهي نفايات متنوعة ومفيدة للصحة، وقد ترك المسؤولون في المحافظة للمواطنين حرية التنفس من عدمها إلى حين إنجاز مشروع لبيع الأكسجين النظيف بالبطاقة الذكية لعدم توفره بكميات كافية اليوم، وربما تلحقة بمشروع تركيب شريحة ذكية في الرأس أو في اليد التي تطلب مساعدات، حتى لا تطلب ما هو زائد عن مقدرتها، خاصة وأن المحافظة مشغولة هذه الأيام بخطة طموحة لتنظيف وتجديد حدائق المحافظة من النفاييات السامة وإرسال ورشات صيانة للطرق المليئة بالحفر التي تسبب بها المواطنين بالتواطؤ مع فصل الشتاء وموجة الأمطار الغزيرة ومتابعة تنظيف باقي أحياء المحافظة كافة من القمامة.
عطفاً على ذلك فإن أهالي اللاذقية يناشدون المحافظة ألاّ تلقي بالاً للنفايات والروائح والأمراض السارية فقد تعودو عليها، ولكنهم يطلبون التفضل إذا كان ممكناً بإرسال ورشات صيانة خبيرة بأسلاك الكهرباء المقطوعة والكابلات المرمية على الطرقات وتغطية المجارير السارحة براحتها  في كل مكان، لأنها تتسبب بموت المواطنين الذين يتجرأون على السير في الطرقات، ولأن شهر رمضان المبارك دخل عليهم كما أن الصيف بنسماته الحارة العليلة قد بدأت بشائره وموسم السياحة على الأبواب.

وإذا كان فصل الشتاء البارد قد فشل في كسر معنوياتهم رغم انقطاع الكهرباء والمياه التي ملأت الساحات والحفر وحرمتهم متعة التنزه تحت المطر في الشوارع التي كانت أرحم من الموت برداً وقهرا أمام "صوبيات" محرومة من المازوت ويصفر فيها الهواء وتجلب الصواعق.
في آخر مناشدة لمحافظتهم يأمل المواطنون الذي فكّروا وقرروا إرسال تهنئة للمحافظة بمناسبة حلول الشهر الفضيل وبكل مناسبة أن يأذن سيادة المحافظ للجهات المعنية التلطف بعدم نسيانهم من الرحمة وأشياء أخرى لم يتعودوا عليها.

المناشدة لجميع السادة المحافظين !

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر