بماذا اختلف رمضان 2019 عن سابقه عند السوريين؟

بماذا اختلف رمضان 2019 عن سابقه عند السوريين؟

اللاذقية - نور علي

فقد السوريون خلال سنوات الحرب الثمانية طقوسهم الرمضانية التي لطالما كانت تميزهم عن سواهم من الشعوب العربية، فجيران الأمس الذين كنا نتبادل معهم "السكبة" الرمضانية ونسامرهم في سهرات ما بعد الإفطار، منهم من استشهد ومنهم من تهجر ومنهم من بات خارج البلاد.
والموائد التي كانت تتلون بالأصناف والحلويات، اليوم تحوي صنفاً واحداً أو صنفين أقصى حد بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع مستوى المعيشة، والخيم الرمضانية التي كانت تجسد أجواء الشهر الفضيل، هي اليوم تقتصر على بعض العائلات فقط بسبب سوء الأحوال لأغلب المواطنين وتراجع الوضع المادي للكثير منهم، ولعل أكثر ماهو محزن فعلاً غربة أكثرية الشبان عن أهلهم وذويهم وأن تجتمع أسرة على مائدة واحدة وتغص لمقعد فارغ كان يوماً لأحدهم قبل أن تغيبه الحرب. 

يقول أحد المواطنين للمشهد :"يقال عنه رمضان كريم وهو كريم فعلاً، صحيح أننا لم نعد قادرين أن نتسوق احتياجاتنا لهذا الشهر مثل ذي قبل، ولكن سبحان الله البركة لا زالت موجودة ولو كان المتوفر قليل".

ويقول آخر :"في مثل هذا الشهر كان أبنائي جميعاً يزينون المائدة واليوم أنا أفتقد لثلاثة منهم أحدهم استشهد واثنان يؤدون الخدمة العسكرية، الأمر صعب ولكن هذا قضاء الله فربما غداً يكون أجمل".

ومواطنة تقول :"في رمضان كانت صلة الرحم هي الصفة الغالبة، فكل يوم يجب أن تجتمع العائلة عند أحدهم، أما اليوم هناك من سافر وهناك من سقط عنه القناع وهناك من تمكن منه الفقر حتى بات غير قادراً للقيام بواجب أحد، تغيرت الأحوال وتغيرت النفوس ولكن يبقى رمضان كريم رغم كل الظروف".

وفي الوجه الآخر للصورة، تعيش الأوساط السورية أجواء رمضانية مريحة نسبياً عن سابقها من الأعوام، فالمدن والمحافظات التي كانت تعاني من الحصار المفروض من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، أسواقها اليوم تعج بالمواد الغذائية والخضروات، وغيرها التي كانت تمطرها القذائف، هي اليوم تعلن النصر وتنعم بالأمان والازدحام المروري والبشري، ومن كانت بؤرة للإرهاب هي اليوم خالية منه تماماً، ومن كانت معاملها وإنتاجها متوقفاً، اليوم تدور عجلة محركاتها وتنتعش من جديد، ومن كانت السياحة قد رحلت عن شواطئها وجبالها، اليوم تستعد لإستقبال المصطافين والسائحين.

ويبقى الأمل أن يكون رمضان 2019 هو البشرى بعودة سورية التي اشتاقها السوريون، وأن يعم الخير في شهر الخير كامل محافظاتها ومدنها ومواطنيها بكافة أطيافهم.

وكل عام وأنتم بخير

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر