شقق الإيجار  مفقودة  في جبلة

شقق الإيجار مفقودة في جبلة

جبلة - أسعد جحجاح

إذا كنت قاصداً مدينة جبلة بغية الحصول على منزل بالأجرة، عليك أن تعلم بأنك لن تجد ضّالتك فالمنازل شبه مفقودة في هذه المدينة، حتى إن وجدت واحداً عليك بعلبة مسّكن للصداع لأنك ستُصاب بألم في رأسك بعد أن تعلم بالأجرة الخيالية لهذا المنزل.
ظروف الحياة القاسية وارتفاع الأسعار الملتهبة وقلة الدخل الذي لايتناسب مع حجم المصاريف يمنع الكثير من الناس من امتلاك منازل للسكن فكيف إذا كان أغلبهم من الشباب المقبل على الزواج فهؤلاء ممن لا يجدون أمامهم سوى خيار واحد فقط ألا وهو (العيش في منزل بالأجرة ريثما يتدّبر الله أمورهم الحياتية فيما بعد).
رحلة بحث شاقة ومجهود كبير بذله الشاب عمار الحسن (35عاما) لكي يحصل على شقة سكنية بالأجرة داخل مدينة جبلة فهو مقبل على الزواج ويريد الاستقرار، إلا أن بحثه لم يجدِ نفعاً، فالشقق ليست متوفرة أو بالأحرى باتت الشقق والمنازل كـ حلم ابليس بالجنة _على حد تعبير_ عمار.
 ليس عمار وحده من يبحث عن منزل للأجرة فـأم أحمد (زوجة شهيد) دارت على عشرات المكاتب العقارية داخل مدينة جبلة بغية الحصول على منزل بالأجرة بعد أن حصلت على وظيفة حكومية في أحد الدوائر الرسمية في المدينة، لتلقى الجواب بعدم توفر أي شقة سكنية أو حتى غرفة صغيرة تأويها، تقول أم أحمد لـ"المشهد":"امتلأت حقيبتي بـ(كروت) وعناوين المكاتب العقارية التي اكتفى أصحابها بطلب رقم جوالي فقط للاتصال بي في حال توافر شقة للآجار" وتصف أم احمد عملية البحث عن شقة للأجرة في مدينة جبلة كمن يبحث عن إبرة ضائعة في كومة قش مكتفية بالإقامة لدى إحدى قريباتها برفقة اثنين من أبنائها ريثما تحظى بمكالمة هاتفية تخبرها بوجود شقة للأجرة.
مختار حي الجبيبات (أبو يامن) أكد لـ"المشهد" خلو المدينة من منازل الآجار نتيجة الضغط السكاني وإقبال الشباب على الزواج فأكثر هؤلاء لايملك منزلاً وأغلبهم تتملكه الرغبة الشديدة بالعيش داخل المدينة لتوافر الخدمات والاستغناء عن المواصلات، فيما عزا (أبو سلمان بركات) صاحب أحد المكاتب العقارية في مدينة جبلة السبب في عدم توافر منازل للأجرة في المدينة لتدفق الكثير من العائلات الريفية إلى المدينة بشكل رهيب لاستئجار المنازل لأبنائهم (الجامعيين) الهاربين من قلة المواصلات وعناء الشتاء وصعوبة الوصول إلى الجامعة، وهي بحسب أبو سلمان  من أكثر الأسباب التي أدت إلى خلو مدينة جبلة من بيوت الآجار.
"المشهد" جالت على الكثير من المكاتب العقارية في مدينة جبلة وبالاستفسار من أصحاب المكاتب العقارية عن أجرة المنازل في ضواحي وأحياء المدينة وطوقها في حال توافرها، أكد أبو معن (صاحب مكتب عقاري) أن أجرة الشقة (الفارغة- كسوة عادية-قبو أرضي) مساحتها 75 متراً في منطقة (النقعة) مثلاً يصل آجارها الشهري إلى (50) ألف ليرة سورية، في حين تصل أجرة الشقة (الديلوكس) إلى 75 ألف ليرة سورية، كاشفاً عدم وجود أي شقة للأجرة في هذه المنطقة حالياً.
محمود البدر لفت إلى أن آجارات المنازل والشقق السكنية في ضواحي جبلة كـ(ضاحية المجد-الجبيبات الغربية- بسيسين- الرميلة- العسالية) تتراوح ما بين الـ 25 ألف ليرة سورية و35 ألف ليرة سورية حسب المساحة والموقع والكسوة منوهاً بأن الشقق والمنازل شبه مفقودة في هذه المناطق مبيّناً أنَّ ارتفاع أسعار الآجارات داخل مدينة جبلة وخارجها يعود للمالكين الأصليين فهم من يرفع الأجرة لأسباب تتعلق بغلاء المعيشة وارتفاع الدولار.
وكانت مصادر خاصة رجّحت لـ"المشهد" الارتفاع الهائل لآجارات الشقق السكنية في مدينة جبلة لحجم العمولة الكبيرة والنسبة التي يطلبها أصحاب المكاتب العقارية والسماسرة من مالكي الشقق كونهم الوحيدون  القادرون على تأمين الزبائن لشققهم، وبالتالي ارتفاع الأجرة مرتبط بالسعر الذي يضعه صاحب المكتب (الوسيط بين المالك والمستأجر).
وبين ارتفاع الآجارات وفقدان الشقق لاتزال علميات البحث لمن يريد منزلاً بالأجرة أمراً ليس سهلاً وهو شاق للغاية في مدينة صغيرة تشهد ضغطاً سكانياً منقطع النظير.

    
 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر