جامعيات سورية بين البطالة  والرذيلة، وفرص العمل أضغاث أحلام

جامعيات سورية بين البطالة والرذيلة، وفرص العمل أضغاث أحلام

نور علي

مذ كنا صغاراً ونحن نسمع من ذوينا جملة "ادرس مشان مستقبلك أحسن ما تطلع عطال بطال"، ولعل من كان يحثنا على الدراسة كان يجهل أن مقومات المستقبل الناجح في أيامنا هذه، باتت بعيدة كل البعد عن الشهادات وعن مستوى الثقافة والعلم، وأصبحت مقترنة مع حجم التنازلات التي يمكن أن تقدمها إحداهن لصاحب العمل وحجم الدعم "الواسطة" الذي يجب على أحدهم أن يوفره، في سبيل الحصول على العمل وتأمين لقمة العيش.

- جامعيات ولكن!!

في ظل التطور التقني ووجود وسائل التواصل الإجتماعي، أصبحت إعلانات فرص العمل تنتشر على صفحات التواصل كالفيس بوك إما عن طريق صفحات مخصصة للعمل، أو عن طريق صاحب العمل نفسه، تطلب خلالها من المتقدمات المراسلة عبر الخاص أو عبر رقم محدد للواتس أب وإرسال السيرة الذاتية "CV" للإيميل المكتوب أسفل العرض.

للأمانة فإن واحد من بين آلاف فرص العمل هذه تكون صحيحة، والغالبية منها فخ يتم نصبه لاستجرار الفتيات بغية ممارسة الأعمال غير الأخلاقية أو توقيع عقود وهمية لشركات حاصلة على ترخيص وسجل تجاري ربما، ولكن لا وجود حقيقي لها على أرض الواقع، ومنهم من يشترط أن ترسل المتقدمة صور لها، بالإضافة لشركات يكون مالك العمل فيها رجل أعمال يعيش خارج البلاد تختبئ برداء الأخلاق الحميدة، حتى تظن الفتاة منا أنها وأخيراً وجدت فرصة العمر لكن عليها أن توقع على عقد عمل لمدة أقلها سنتين تحت بند ينص على شرط جزائي في حال طلبت الاستقالة عليها أن مبلغ تدفع 1000 دولار، وإن تم تسريحها تعسفياً، فعلى الشركة أن تدفع لها 3000 دولار، لتتفاجئ أن العمل ليس إلا شبكة دعارة تحت مسمى شركة كذا وكذا، عدا عن الفرص التي وإن كانت لاتخلو من الاحترام، إلا أنها تفتقر للأجر الذي يوازي ساعات العمل الطويلة وطبيعة العمل القاسية.

تقول إحدى الباحثات عن فرصة عمل لـلمشهد: "رغم أنني جامعية وأجيد تحدث اللغات إلا أنني لم أجد أي فرصة عمل بالكاد محترمة على الأقل، منذ مدة قمت بإرسال سيرتي الذاتية لإحدى القنوات التي سيتم إنشائها قريباً لأحجز لنفسي مكاناً فيها، وقمت بإرفاق صورة شخصية وأوراق تثبت تحصيلي العلمي وخبراتي، وفي اليوم التالي تراسلني مسؤولة الموارد البشرية الـHR، وتقول لي بأنه تمت الموافقة ولكن هناك شرط، وهو عدم رفض أي طلب لمالك القناة حتى وإن كان يريد أن يخدش حيائي أو يقوم بأعمال منافية للأدب، وإن اعترضت فسأخسر عملي".

وتقول فتاة أخرى: "وجدت إعلان عن فرصة عمل في مجال السكرتاريا لشركة استيراد وتصدير، للاستعلام يرجى الإتصال على الرقم الفلاني أو إرسال رسالة على الواتس آب، عندما اتصلت وجدت الهاتف مقفل فتركت رسالة على الواتس استوضح منها على طبيعة العمل، بالفعل تحدث معي صاحب العمل وسألني عن عمري وعن دراستي، واستفسر ما إذا كانت الصورة الشخصية على الواتس هي لي فعلاً، وعندما قلت له أنها صورتي عرض عليي أن أكون سكرتيرته الخاصة والحميمية مقابل أن أحصل على مبلغ 150 ألف ليرة سورية بالإضافة للراتب الشهري".

لتضيف وتختم أخرى: "تقدمت لعدة مكاتب هندسية بحكم أنني مهندسة وجميعهم يعطوني الوعود الفارغة والكاذبة، حقاً الدراسة لم تعد تفيد".

اليوم وبين هذه وتلك، لم يعد هناك مساحة للكفاءات، كما لم تعد هناك مساحة لفرص العمل الحقيقية، وأصبحنا على يقين تام بأن السنوات التي قضيناها في المدارس والجامعات، لن تقدم أو تأخر شيئاً سوى تلك الوثيقة التي أقل ما يمكن الإستفادة منها هو تزيينها بالإطار المناسب ومن ثم تعليقها على أحد جدران المنزل، فليس
صحيحاً أن لكل مجتهد نصيب، القاعدة تغيرت وتحولت تماماً إلى لكل من قدمت نفسها واستعرضت ماتيسر منها نصيب، فهل من من رادع أو مجيب.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني