صرخة سورية من الزعتري ومأساة ترويها إحدى اللاجئات السوريات

صرخة سورية من الزعتري ومأساة ترويها إحدى اللاجئات السوريات

اللاذقية -نور علي

لم تقتصر معاناة السوريين على الإرهاب الذي حل ببلادهم منذ مايقارب الثمان سنوات فحسب، بل الخوف، الفقر، الجهل والتهجير كان هو الآخر إرهاباً ولكن من نوع مختلف، ولعل من اختار اللجوء هرباً من الموت لم يكن يدرك أن ماينتظره ربما أشد وأصعب، فاليوم وبعد 6 سنوات من رحلة الهجرة هناك من يتمنى الموت في سورية على البقاء حياً في مخيمات اللجوء.

مخيم "الزعتري"  وماخفي كان أعظم

تنقسم حياة آلاف اللاجئين السوريين في مخيم "الزعتري" بين من يعيش في كرافانات مصنوعة من المعدن والحديد،
وبين من لا يزال يقيم في خيام،
كل شيء هنا يشبه رائحة الموت، كل شيء هنا يفتقر لكل أشكال الحياة، صحراء على مد البصر، صيفها حار جداً وشتائها قارس لا يعرف الرحمة، أصوات تتعالى من شدة الظلم والألم والكثير من رحلة المعاناة التي يعيشها اللاجئون في هذا المخيم.

وعن هذه المعاناة تروي "إلهام" إحدى اللاجئات السوريات في مخيم الزعتري "لـلمشهد" ما وصل إليه الحال اليوم، "غادرنا حلب بسبب ظروف الحرب، ولأن المنطقة التي كنا نقطنها تعرضت للاشتباكات، ذهبنا كما الكثيرون منا إلى مخيم الزعتري الذي خيل لنا في بداية الأمر أنه الملاذ الآمن، إلى أن ظهرت الصورة الحقيقية لهذا المخيم وصورة القائمين عليه".

"كل شيء في هذا المخيم له ثمن، أنت هنا مجبرة على أن تفعلي أي شيء في سبيل لقمة العيش، حتى المساعدات التي هي من حقنا وبالمجان، نحن مجبرون أن نقدم التنازلات على اختلاف أنواعها لكي نحصل عليها، وإن أظهرتي أي اعتراض فأنت حتماً ممنوعة من الإعانة، وإن كنتي أما لأطفال فليمت أطفالك جوعاً أو تذهبي للجحيم، خياران أحلاهما مر".

وتضيف، "عندما يتكلمون معنا ويلتمسوا من اللهجة أننا سوريون، يقومون بالاستهزاء بنا والسخرية، إلى أن ينتهي الأمر مرات عدة للتحرش، هم يتجولون بيننا باستمرار، يراقبوننا بحذر، ينتظرون أن تبتعد أي منا خارج المخيم حتى يتم الاستفراد بها وتهديدها إن تفوهت بحرف سيتم معاقبة أهلها وذويها وتسليمهم للأمن".

"كثير من النساء هنا تعرضوا للاغتصاب، وكثيرات من هن عرضة له، عشرات الأجنة يتم اجهاضها عنوة، عدا عن الحالات التي يتم بها بيع النساء وكأنهن في سوق النخاسة، إبنة أخي تزوجت في العاشرة من عمرها وهي لم تبلع بعد، فضل أخي أن يزوجها على أن تأتيه يوماً من الأيام وهي حبلى كما العديد من الأطفال اللواتي أصبحن نسوة غير شرعيات".


رجاء بالعودة وآمال ماتت قبل أن تولد

وبسؤالنا لإلهام إن كانت تتمنى العودة تجيب "فليشهد الله كم أتمنى ذلك ولكن الأمر ليس في هذه السهولة أبداً، المسؤولون عن المخيم هنا يتجسسون على من يسمعون في جملة حديثه كلمة سورية، يراقبون عن كثب من يشكون في أمره أنه يريد العودة ويفتعلون له المشاكل، هم لا يريدوننا أن نعود لأنهم يحققون المكاسب من وجودنا، فالمخيم اليوم بات يضم كرافانات لبيع الألبسة والخضار والطعام وكافة المتطلبات تقريباً وهذا بالنسبة لهم نشاطاً تجارياً، فالكرافانات المخصصة للتجارة يقوم اللاجئ بدفع آجارها شهرياً، وهناك من استبدل الكرافانة بالخيمة لأنه لا يستطيع تسديد الأجرة المستحقة، عدا عن سرقة المساعدات من قبل المشرفين عليها وبيعها لنا بشكل إفرادي، وإن إعترضنا كون المساعدات حقنا المشروع، انهالوا علينا بالسباب والشتائم، ويكفي أنهم لا يغرموننا بمستحقات الماء والكهرباء على حد قولهم، بالإضافة للعديد من الأمور الأخرى.

ويختم المشهد حواره مع إلهام التي أشارت، إلى أن جميع من زار مخيم الزعتري لمعاينة أحوال اللاجئين أعرب عن أسفه وحزنه الشديدين، في ظل غياب أي نتائج ملموسة على أرض الواقع.

ومن الجدير بالذكر، أن لجنة الإنقاذ الدولية "IRC" كانت قد صرحت، أن اللاجئات السوريات يتعرضن للتحرش الجنسي من مقدمي المساعدات الإنسانية وبعض المسؤولين في المخيم.

ووفقاً لتقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن اليوم، 657628 لاجئاً، حوالي 154000 منهم من النساء والفتيات.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر