نبيل صالح: لماذا تم إطلاق  تجمع علماني سوري للنقاش؟

نبيل صالح: لماذا تم إطلاق تجمع علماني سوري للنقاش؟

دمشق _ ريم غانم
كشف نبيل صالح للمشهد أن إطلاق التجمع العلماني السوري الجديد الذي طرح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قبل يومين جاء بعد عدة اجتماعات بالتشاور مع عدد من النخب الوطنية السورية, وقال" من الطبيعي ان يكون هناك معارضين لهذا التوجه".
وفور صدور البيان ظهرت وجهات نظر مؤيدة ومعارضة للطريقة التي صدر بها البيان, فيما اعترض البعض على كلمات تحالف التي تعطي انطباعا بشكل سياسي جديد يعيد تجربة الاحزاب التي لم تثبت نجاحها.
بالمقابل كان هناك نسبة كبيرة من المثقفين والمفكرين الذين أعلنو تأييدهم وانضمامهم للتحالف على أن يكون قادر على تحسين الواقع وتطبيق الأفكار التي ينادي بها.
حيث كتب أحد الاشخاص على المنشور الذي طرح للتصويت "لماذا تطرحون نفسكم بديل عن الاحزاب القديمة والجديدة بدل الدعوة لوحدة الصف الوطني الديمقراطي اليساري العلماني عبر تحالف يجمع الطيف الوطني السوري لخلق قوة لتغيير ومواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية".
وأخر علق " أعلن انضمامي اذا استطاع هذا الحلف تأمين الأمن والأمان الذي كنا نتمتع به واذا استطاع تأمين الحاجيات الضرورية للمواطن من مازوت وغاز الخ...  فجرة الغاز بعشر الاف ليرة واذا اشتكيت هناك من يضربك ويقتلك."

"أن تصل متأخرا خير من ألا تصل ابدا.. لعلها بارقة الأمل معكم شكلا ومضمونا".
"كلام حميل.جدا ورائع لكن اعتقد أن تطبيق هذا الكلام سيواجه صعوبات لكن ليس بمستحيل"
وكان في فترة سابقة بعض نواب مجلس الشعب والمثقفين السوريين قد اثاروا موضوع العلمانية كمشروع جامع يفصل الدين عن السياسة ويحترم تقاليد وارث كل مكونات الشعب السوري, بعد محاولة جهات وأطراف أخرى تمرير قوانين ومشاريع تفرض على سوريا ولاتناسب فسيفساء المجتمع السوري.
من هنا جاء البيان محاولة لطرح وجهة نظر  مستقبلية تقترب من مشروع اكثر شمولية واتساعا يحمي نسيج المجتمع السوري المتنوع ويقارب المجتمعات المدنية الحضارية بعيدا عن التدخلات الخارجية التي لعبت دورا في تعميق أزمة  استمرت ثمان سنوات.
نحن مع مشاركة أوسع  بغض النظر عمن يعترض أو يتفق ففي النهاية البيان يمثل وجهة نظر, وللجميع حق المشاركة بأمر مصيري وتاريخي يناقش مصير ومستقبل سوريا.

وجاء في بيان التحالف السوري العلماني

" العلمانية هي الحل "
تسبب المتشددون دينيا بالكثير من الحروب عبر تاريخهم الطويل، ضد بعضهم وضد أنفسهم، إذ شكل كل مذهب صورة لرب يشبهه ويخالف غيره، وقطعت ملايين الرؤوس بتهمة الردة أو الكفر والهرطقة، ومازال القتل مستمرا على الهوية، كما رأينا في حربنا السورية التي قادتها المجموعات الدينية المتشددة ضد الجيش والشعب بزعم إقامة الدولة الإسلامية بعد مضي 65 عاما على اختيار الشعب السوري النظام الجمهوري العلماني؛ حيث تم تهشيم ما أنجزه السوريون من وحدة وطنية وعيش مشترك كانا مصدر إعجاب وتقدير العالم لنا. ومع نهايات الحرب يفترض بنا صيانة ما تبقى من إرث الجمهورية والعمل على ترميم ما تمزق من النسيج الاجتماعي السوري، بإزالة أسباب قيام الحرب التي شاركت فيها التنظيمات الدينية والقوى السياسية الدولية، إضافة إلى مساهمة موظفي السلطات المحلية فيها دون أن يدروا أنهم هيأوا أسباب الهجوم على الدولة الوطنية.. لهذا تداعينا اليوم للحوار والتشاور حول أفضل السبل لإنجاز تحالف بين العلمانين السوريين، تحالف وطني غير خاضع لتجاذبات السلطة والمعارضة للإستئثار بالشارع السوري، حيث نرى أن العلمانية هي الحل من أجل المواطنة وتدعيم السلم الأهلي.. كما ننوه أن صراعنا ليس مع ممثلي السلطة والمعارضة بقدر ماهو مع البنية النمطية والتسلطية في سياساتهم، وأننا نقترب منهم في أي توجه علماني تقدمي يساهم في تحديث وتطوير حياة السوريين والعكس صحيح.
شكّل الخوف المحرك الأساسي لسلوك أسلافنا في العالم القديم: الخوف مما بعد الموت ، الخوف من غضب السماء، الخوف من الغزاة، الخوف من تغوّل السلطات المحلية، الخوف من الفقر والجوع... ومن باب تأمين الحماية من كل هذا الخوف نشأت العصبيات السورية المتمثلة في العشيرة والقبيلة والطائفة والقومية، إضافة إلى هالة القوة التي تمنحها الجماعة للفرد في غياب رعاية الدولة وحمايتها.. فقد عاش أسلافنا بما أوتوا من شجاعة في مواجهة مخاوفهم التي استغلها الكهنة عبر التاريخ لتطويع الأفراد لمشيئتهم (المرتبطة بمشيئة الرب) فكانت هيمنتهم تتناسب طردا مع نسبة خوف وجهل الأفراد، ففرضوا سلطانهم بلا أموال أو جيوش، الأمر الذي دفع السلطات السياسية المتعاقبة إلى التحالف مع طبقة الكهنوت لترويض المجتع وتنظيم استغلاله ومعاقبة الخارجين على أنساقهم بعد وصمهم بالكفر أو الهرطقة، فأحلوا عزلهم أو قتلهم .. من هذا المنطلق تداعينا اليوم إلى قيام "التحالف السوري العلماني" لمواجهة كل أنواع الخوف والظلم الاجتماعي ، تحالف النخب السورية التي تساعد المجتمع والدولة على تحقيق الأمان والسلام والسعادة دونما تقييد أو إخضاع الأفراد لآيديولوجيات مسبقة تراكم عصبياتنا الشرقية .. وبما أن بذرة الحرية تنمو في العقل أولا وجب تحريره من حكايات الخوف والكراهية التي تحتل ثقافاتنا الشعبية المتوارثة وتنفجر مفخخاتها فينا كل حين..

اليوم وبعد تجربة الحرب المريرة، فإن مزاج المجتمع السوري بات مؤاتيا للتخفف من العصبيات الدينية، ومن تكرار حروبنا مع بعضنا التي لم يدونها التاريخ الرسمي؛ فتحالفنا اليوم هو لمواجهة مخاوفنا، وتفكيك الألغام التاريخية، وتأمين حياتنا المتدفقة نحو المسقبل. وتبعا لذلك ليس لنا أن نضع قوانينَ وأطراً جاهزة لتطويع سلوك الأفراد وأفكارهم كما تفعل المذاهب الدينية والسياسية بأتباعها، وإنما علينا إطلاق سلوك وأفكار الأفراد من عقال الخوف المنظم بعدما تم تعطيل الجزء الأكبر من مهاراتهم عبر وضعهم في أقفاص آيديولوجية مربعة لا يسمح لهم بتدويرها أو تثليثها !؟
وبما أن الصراع الداخلي كان دائما بين النخب النزيهة والفاسدة داخل المجتمع الواحد ، فإننا نفترض أن النزاهة صفة مطلوبة في المنضمين إلى تحالفنا، بغض النظر عن خلفياتهم القومية والدينية والسياسية، مع التنويه أن الأخلاق هي منتج إنساني قبل أن تتبناها الديانات لتغدو عاملاً مشتركاً بين أخيار سائر الفرقاء في الوطن السوري العريق لتشكل وصايا متوارثة كانت تزدهر أيام السلم وتضعف وقت الحرب .

لقد ساهم ارتفاع نسبة الفساد والظلم، بإشعال حربنا المريرة: الظلم داخل المؤسسة الأسرية، واستبداد المؤسسة السياسية، وفساد المؤسسات القضائية والإقتصادية، وترهل المؤسسات التعليمية، وتفشي الأمية الثقافية.. وهو ظلم وفساد واستبداد وترهل أنتجه موظفون محدودوا الرؤية التاريخية، لم يقدّروا أن النتائج دائما مرهونة بالمقدمات، وأن ظلمهم وفسادهم سينعكس سلباً عليهم وعلى الدولة والمجتمع، حيث أن مساحة الذاكرة المستخدمة لديهم ضيقة لا تصل في حدود تجربتها لأكثر من جيل واحد، لذلك افتقرت سياساتهم الداخلية إلى التراكم المعرفي، حتى بتنا اليوم بحاجة الى الموعظة التاريخية التي تسترشد بها الأمم، لولا أننا نفينا نخبنا الوطنية باتجاه الدول النفطية والغربية، لنكرر أخطاءنا التاريخية مع كل جيل يأتي ولا يُسمح له بأن يكون جديداً بالمقياس العالمي للحداثة، وإنما يتم تحميله ببرنامج (السلف الصالح)، بما فيه الأحزاب السورية العلمانية التي ابتعدت عن أهداف آبائها المؤسسين حتى باتت أحزاباً نمطية تخشى التغيير والحداثة، كما لو أنها أديان عقائدية مغلقة على نفسها.. وبمراجعة سريعة لتاريخ الأحزاب والجماعات في سورية، سوف نجد أنهم أربكوا حياة الناس وعكروا شفافية المجتمع السوري ومنعوا تجانسه، في الوقت الذي كانوا يظنون أنهم يهدونه للتي هي أقوم .. من هنا نرى أن زمن الأحزاب والجماعات بات من الماضي، وأن قيام أية أحزاب جديدة ذات تعاليم محددة، محكومة بدورة الأحزاب القديمة، حيث أن المجتمعات الأصولية تنتج أحزاباَ وجماعات محافظة لا تتعارض كثيرا

علمانيتنا
علمانية ديمقراطية معتدلة تحترم البعد الروحي للأديان وترفض كل أنواع التطرف الديني واللاديني، تعمل على تعزيز مبادئ المساواة والتسامح والاحترام المتبادل والوجود السلمي لمختلف الأديان والقوميات المتجذرة في سورية.

ندعو إلى فصل القيم الدينية والروحية عن الآيديولوجيات المتطرفة داخل دولة القوانين المدنية، واقتصار التعليم الشرعي على موضوعات الإيمان والأخلاق والتعاون والتسامح مع الآخرين، كما ندعو إلى عدم التمييز بين المرأة والرجل في الأحوال الشخصية من حيث الإرث والشهادة وحقوق الجنسية وأن تكون ولية نفسها، لأن المواطنة سوف تكون مهيضة الجناح في وطن يضيّع حقوق نصف سكانه من الإناث .

نثمن علمانية الجيش التي شكلت درعا قويا بوجه المجموعات الدينية المتطرفة والعدو الصهيوني الداعم لها، كما نشيد بجموع المواطنين العلمانيين الذين وقفوا إلى جانب جيشهم الوطني، ونرحب بعلمانية الرئيس بشار الأسد الذي يقف على مسافة متساوية من جميع مواطنيه..كما نرفض أسلمة الصراع العربي ـ الإسرائيلي واختزال القدس بالأقصى لأن أسلمة الصراع تصب في خانة التهويد الذي يدعو له الكيان الصهيوني المحتل.

نرفض نشر الفكر الديني بين الطلاب والجنود، ونأسف لانقلاب بعض الأحزاب الوطنية مؤخرا على إرثها العلماني، وندعو إلى تعزيز ثقافة المواطنة للوصول إلى الشكل الأمثل لحقوق المواطنين داخل جمهورية ديمقراطية تحمي حقوق الفرد وتصون كرامته وحريته وتعمل من أجل سعادته. ونعتبر أن القوميات السورية هي ثقافات متنوعة تغني حياة المجتمع أكثر منها عصبيات قومية، ونؤكد على اللغة العربية كلغة وطنية جامعة لكل السوريين.

 

برنامج عمل التحالف السوري العلماني:

 
1- التعريف بالثقافات الروحية للمجتمعات السورية منذ بداية بحث الإنسان السوري القديم عن القدير إلى يومنا هذا لتأكيد المشتركات الفكرية والثقافية بين السوريين، وذلك عبر المناهج المدرسية والتعليمية والإعلام الوطني.

2- العمل على صياغة برنامج وطني لتفكيك البنى التكفيرية والمنظومات العقائدية المتشددة.

3- دعم وترويج الإنتاج الثقافي العلماني السوري.

4- المطالبة بتشريع قانون أحوال شخصية مدني إلى جانب القانون الشرعي وإعطاء المواطن السوري حرية الاختيار بينهما في حال الزواج وتأسيس أسرة، إذا لا يمكن تأسيس أسرة حرة بقسر مؤسسها على ما لا يرغب به، لأن القسر يولد العنف ويخرب سلام الفرد والمجتمع.

5- فتح حوار مع الأحزاب الوطنية لتفعيل برامجها العلمانية واحترام الإختلاف بينها دون الخلاف.

6- دعم توجهات المعلمين والكتاب والمثقفين والصحفيين العلمانيين في المدارس والجامعات والمعاهد والإعلام.

7- التعريف بثقافات الأقاليم السورية والاحتفاء بتنوعها وغناها الإنساني وإقامة مهرجان سنوي لها .

8 - العمل على التشبيك بين المجموعات العرقية والدينية والمذهبية السورية وتشجيع التزاوج بينها.

9 ـ التأكيد على عدم التعارض بين العلمانية والإيمان بالله ، مع التفريق بين التدين والإيمان، حيث يتمحور الأول حول عصبيته الدينية والمذهبية بينما يلتقي المؤمنون عند محبة الله..

10 - اعتماد العقل لاالنقل في تجديد الخطاب الديني والآيديولوجيات الحزبية ورفض الفكر السلفي، مع التأكيد على تاريخية الصراع بين جماعة العقل والنقل منذ أيام الأمين والمأمون في العصر العباسي إلى يومنا هذا، وأن عدم انتصار جماعة العقل هو ما أخر لحاقنا بركب الأمم القوية حتى الآن..

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني