آثار طرطوس توقف الترميم الأثري إمكانيات شبه معدومة.. إعلامنا يقدم الآثار كدرس تاريخ..

طرطوس – ربا أحمد
اصبروا على آثارنا فليست من الأولويات .. لا إمكانيات أو آليات أو قدرات لوجستية .. حلم الترميم والتنقيب بات رفاهية في زمن الحرب .. ولكن يبقى للأمل مقام.
عمريت ..
عمريت الإشكال الأثري السياحي ، /6/ كم على مساحة رائعة عند مدخل طرطوس الجنوبي وقبالة البحر مباشرة ولكن ما تزال دون استثمار سياحي أو غيره .. حيث تنقسم المنطقة إلى /6/ شرائح تعود ملكيتها لوزارة السياحة وقسم لقرية عمريت السياحية التي تعود ملكيتها لشركة الشام القابضة .
ولكن كل من الجهات لم تحرك ساكناً في استثماراتها بحجة إشارة الآثار الموجودة على المكان ، فماذا تقول دائرة آثار طرطوس ؟
مدير آثار طرطوس م.فواز أحمد أكد أن الشريحة الأولى من الستة انتهت أعمال التنقيب فيها منذ عام /2009/ ولا يوجد فيها سوى خزان صغير بقي في المكان ، وتم البدء بالشريحة الثانية ولكن ببطء نتيجة ضعف التمويل اللازم لذلك .
وبخصوص منطقة قرية عمريت فالشركة قامت بتمويل أعمال التنقيب ويتم حالياً إعداد التقرير العلمي لها لعرضه على المجلس الأعلى للآثار ، علماً أن ثلث مساحة المشروع مسموح بدء العمل فيها بشرط وجود الآثار عند الحفر ، ولكن الشركة لم تنفذ فيها .
طرطوس القديمة..
مسجلة مدينة أثرية على لائحة التراث الوطني ، ولكن لماذا لم تشهد استثمارات فيها كما دمشق القديمة وحلب القديمة ؟؟ سواء كمطاعم أو أسواق ؟؟
مدير دائرة آثار طرطوس أشار إلى أن القسم الأكبر منها تعود لملكية شخصية وعند ترميمها ، يتم الطلب من الدائرة لتكشف عن المنزل وتسمح وفق نظام المنهاج المصدق للترميم وبإشراف لجان مختصة .
كاشفاً عن البدء بدراسة مشروع استثمار للمساحات التي تعود ملكيتها لمجلس المدينة والآثار وهي المساحات المحيطة بمدينة طرطوس القديمة ، منوهاً أن الدائرة تشجع على الاستثمار بالمدينة حيث تشرف على استثمار منزل كفندق أثري في المدينة ، وأن ترميم الواجهة البحرية لطرطوس القديمة يعود لشركة انترادوس وفق العقد الموقع بين الشركة ومجلس مدينة طرطوس ، ولكنهم لم يباشروا بها إلى الآن.
هل نسوق آثارنا بطريقة صحيحة؟
الإعلام لم يقصر اتجاه الآثار بالمحافظة من حيث البرامج ، ولكن م.أحمد استغرب طريقة التلقين وغياب المحاورة والخشبية بطريقة الطرح ، الأمر الذي يؤثر على عدد المتابعين ، على اعتبار أنه لا يوجد جذب للمشاهد لها .
من ناحية أخرى سألنا عن سبب غياب الآثار عن الاحتفالات والمهرجانات ، فقرطاج وبعلبك وجرش تعتبر من أضخم المهرجانات العالمية وهي في مناطق أثرية، م.فواز أحمد أكد أنه في الآونة الأخيرة تم إدخال الآثار على الاحتفالات كأرواد ومتحف طرطوس ومتحف المجاهد الشيخ صالح العلي ، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج لتوفر البنى التحتية في الأماكن الأثرية وان يقدم قيمة مضافة للآثار .
أعمال التنقيب ..
تساءل مدير دائرة الآثار إلى أن مليون ليرة ماذا ستقدم لأعمال التنقيب ، فالإمكانيات المادية المعدومة تجعل عمليات التنقيب التي بدأت منذ سنوات تستمر إلى الآن وإلى المزيد من السنوات ، والمواقع التي يتم التنقيب فيها فهي عمريت ، قلعة الكهف ، المرقب ، تبة برمائيل .
ولكن الترميم معدوم بالكامل ولا يوجد أية إمكانية لذلك في حين كان في السابق تقوم الدائرة بترميم 6 مواقع في السنة بينما اليوم ستحتاج /5/ مواقع إلى /12/ سنة .
وعن دور المنظمات الدولية ، فأكد م. أحمد أن عقودها مع المديرية العامة وغالباً ما تكون عبارة عن دورات تدريبية للكوادر .
من دون حراسة..
دائرة آثار طرطوس وفق ما أكد م. فواز أحمد لا يمكنها أن تحرس إلا عدد من المواقع الأثرية لعدم وجود حراس ، كما توقف الفريق الذي كان يقوم بأعمال المسح في القرى والمدن في طرطوس برفقة المخاتير أو رؤوساء الوحدات الإدارية نتيجة عدم توفر الآليات اللازمة .
وأضاف أحمد إن العشب بدأ يخرب منظر المواقع الأثرية نتيجة إهمال البلديات لها ، نتيجة عدم تنظيف المواقع الأثرية من قبل الوحدات الإدارية الواقعة ضمنها على اعتبار أن ذلك أسهل من أن تقوم الآثار بتعشيبها كلها ، علماً أنها كانت تقوم بالكثير منها باستخدام المبيدات ، مطالباً بتعديل رواتب العمال الموسميين الذين تعتمد عليهم الآثار في الصيف لأنهم يتقاضون /16/ألف في الشهر فقط.
كما طالب رئيس دائرة أثار طرطوس بالمزيد من أعداد المراقبين الجوالين الذين يوظفون من أبناء المنطقة الأثرية بحيث يستطلعون الآثار كل يوم للتأكد من عدم سرقتها أو تخريبها من أحد.
وعن التوثيق الرقمي ، أشار م.فواز أحمد إلى أن الدائرة بدأت بتوثيق المواقع الأثرية رقمياً ، ولكنها تحتاج للكثير من الوقت والجهد والإمكانيات