مسرحية هزلية لم تضحك أحداً من الجماهير ...واتحاد الكرة يتحمل المسؤولية

مسرحية هزلية لم تضحك أحداً من الجماهير ...واتحاد الكرة يتحمل المسؤولية


حلب- عبد الله مروح
(هناك ما يقارب 50 تحقيقاً حول العالم على منصات اتحادات كرة القدم المعنية، ويبقي لزاماً على هذه الاتحادات التواصل مع لجنة الانضباط الدولية بحسب المادة 136 والتي تنص على مراسلة الاتحادات المحلية أو القارية الفيفا في الحالات التي تشهد خرقاً جسيماً للقانون من أجل اتخاذ قرارات صارمة أكثر، يكون لها تأثير حول العلم) ملخص ما قال مسؤول ملف النزاهة في الاتحاد الدولي، ونشرته سكاي نيوز عربية.
إذاً هناك 50 قضية تمس النزاهة والتلاعب بنتائج المباريات لا تزال منظورة، وتخضع للتحقيق، وتطال المتورطين فيها ومن يثبت تواطؤهم بعقوبات بالإيقاف بعدة سنوات حسب التهمة.
ولذلك لم نكن نريد بالضبط أن تكون كرتنا، والمباريات النهائية لدوري الدرجة الأولى القضية الحادية والخمسين المنظورة لدى الاتحاد الدولي، والذي لا يرحم في هذا المجال، ولجان النزاهة المتواجدة في الاتحادات، ربما يتم استجوابها في حال لم تعلم الاتحاد الدولي بأي قضية تلاعب إن حدثت.
ولذلك كله قلنا إن قرار اتحاد اللعبة كان خاطئاً عندما لم يعتمد القرعة الموجهة بضرورة إقامة مواجهة الفريقين من محافظة واحدة في المرحلة الأولى من الدور النهائي منعاً للقيل والقال، ومنعاً لما حدث، والكل كان شاهداً على النهاية الهزلية لدوري الدرجة الأولى، وكيف بدأت الأهداف تنهال في الدقائق المضافة على الوقت الأصلي، حتى يتحقق الفوز والتأهل.
هل هذا هو التطور الذي تنشدون؟ هل هذه كرة القدم التي ترغبون بتطويرها، أو تعملون لذلك؟ أجزم بأنكم لا تقبلون بذلك، وفي اتحادكم من الشرفاء من يرفض قطعاً أن تمر مهزلة المباراتين أمام عينيه وهو صامت دون حراك!

الجهاد والجزيرة 
هما ناديان خرّجا المئات من اللاعبين المميزين، ورفدا الأندية السورية والمنتخبات الوطنية بالعشرات من اللاعبين الموهوبين الذين تركوا – ومازالوا –  بصماتهم في كل مكان لعبوا فيه، ليس عيباً ألا يتأهل أي منهما إلى الممتاز، إن لم يكن مستحقاً للتأهل وفي الوقت نفسه، فإن الكل سيصفق ويبارك إن تأهل أي منهما بجهده واستحقاقه، ولا ضير في ذلك إن حصل، ولكن بطريقة شرعية.
الناديان يتبعان لفرع الحسكة للاتحاد الرياضي، وتتبع كرة القدم في الناديين  لمكتب الألعاب الجماعية فيه، أي إن وصول أحد الناديين هو هدف موضوع ومقصد لفرع الحسكة، ولذلك فإن  جهد أعضاء الفرع سينصب لخدمة الناديين ولتأهل أحدهما، وهذا ما حصل.
اللبن المسكوب 
لا يحق لنادي الحرية الآن البكاء على اللبن المسكوب، فهو منذ البداية لم يقم بواجبه بالوقوف ضد القرعة، وعدم القبول بها مهما كانت الضغوطات، فالمشهد كان واضحاً منذ البداية، ليأتي التعادل مع الجزيرة في المرحلة الثانية ليمهد الطريق لما هو متوقع، ويعيد تمثيله أمام الجميع، كيف قبلتم منذ البداية؟ هو خطأ إداري يستوجب استقالة الإدارة.
لا حول ولا قوة 
العشرات من متابعي ومحبي كرة القدم في سورية ومعظمهم من المختصين، تحدثوا للرياضية عما حدث، وطلبوا عبرها بفتح تحقيق رسمي بما حصل في مباريات اليوم الأخير، والكل أبدى غضبه من المشهد الذي حدث، وهو الذي سيؤثر بالتأكيد في سمعة الكرة السورية.
أما في حلب، فلا حول ولا قوة لأحد، ولعل آخر عمل يجب أن تقوم به الإدارة الحالية للنادي الأخضر هو الإصرار على فتح تحقيق، وإثبات الوقائع المصورة تلفزيونياً، وإن لم تتمكن من ذلك، ورضخت للأمر الواقع كما رضخت بعد القرعة، فحينها كيف ستواجه الجماهير العريضة التي وقفت مع النادي حتى الرمق الأخير؟.
مسؤولية الاتحاد ولجنة المسابقات 
بالتأكيد، لم يبق هناك شيء مخفي، فزمن السكوت قد ولى وزمن إخفاء الحقائق والتستر على التجاوزات قد انتهى منذ زمن، فالتكنولوجيا كفيلة بكشف كل شيء، ولم يعد هناك أعمى أو ضرير بين الجماهير أو بين المعنيين لا يستطيع كشف الحقيقة بكبسة زر، أو لمسة شاشة.
مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم يتحملها اتحاد كرة القدم في المقام الأول، ولجنة مسابقاته على وجه الخصوص التي لم تراعِ العرف في مواجهات الجيران، وأذكر الجميع بأن اتحاد كرة السلة، ولجنته المشرفة على تجمع حلب لنهائي دوري الشباب رفضت تأجيل لقاء الجارين الحرية والجلاء رغم انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، ووصلنا إصرارالاتحاد على  أن المباراة ستقام في اليوم نفسه حتى لو اضطر الجميع الانتظار حتى الواحدة ليلاً، وبالطبع بقي الجميع حتى عادت الكهرباء، وأقيمت المباراة.

الصورة ستصل حتماً  
جماهير نادي الحرية التي منعت منذ فترة واحداً من أكفأ الشخصيات من الوصول إلى رئاسة النادي لاعتراضها عليه، ونجحت في مبتغاها من خلال إصرارها ومتابعتها وإيصال صوتها إلى أعلى القيادات المسؤولة في البلد.
اليوم الجماهير نفسها، ومن ورائها الإعلام، لن يسكت بالتأكيد على ما حصل، وستصل الصورة كما هي، بكل تفاصيلها إلى أعلى القيادات، وربما أوصلتها إلى لجنة النزاهة التي ستضطر حينها إلى مخاطبة الفيفا إن لم تتمكن من حل المشكلة داخلياً..
خبرة كروية والحل 
أحد الخبرات الكروية طلب عدم ذكر اسمه قال لي، هناك حل صريح، الأول إقامة الدوري القادم بـ 13 فريقاً فقط، مع حل إدارات الأندية الأربعة  نتيجة ما حصل، أو  التوسع بالتحقيق لتحديد المسؤوليات، وتطبيق العقوبات بحق المتورطين من الأندية الأربعة، أما أن يمر ما حصل دون عقاب، فستكون هذه الأيام هي بداية النهاية للكرة السورية.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر