بوتين في الذكرى الخامسة والسبعين لفك حصار "ليننغراد" لا يمكن أن نغفر للنازيين مافعلوا

بوتين في الذكرى الخامسة والسبعين لفك حصار "ليننغراد" لا يمكن أن نغفر للنازيين مافعلوا

موسكو - ناهل الخطيب

عرضت القناة التلفزيونية الرسمية الأولى بموسكو وبمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لفك الحصار عن مدينة " لينينغراد."فيلماً يحاكي المعاناة والمأساة التي تعرض لها سكان هذه المدينة من برد وجوع وقصف جوي ومدفعي عنيف من قبل القوات الألمانية. 
يوثق الفيلم من خلال تواريخ محددة الهجوم الشرس على مدينة " لينينغراد."، إذ يذكر أنه وبتاريخ 30 تموز من عام1941م كانت المدينة في حالة يرثى لها بعد هجوم عنيف، وفي 8 أيلول استطاع الألمان قطع خط سكة حديد موسكو - لينينغراد ، وحاصروا المدينة، حيث بدأت المعارك الدامية على مرتفعات بولكوفا  وضواحيها الجنوبية، وفي التاسع من شهر  أيلول أيضاً وصل القائد العسكري "جوكوف" إلى "لينينغراد" وألغى جميع الاستعدادات لاستسلام المدينة ، وأمر للدفاع عن لينينغراد حتى آخر رمق.
ويتحدث الفيلم عن أنَّ هتلر اتخذ قراراً بحصار المدينة طويلاً،خوفاً من وقوع خسائر كبيرة خلال الهجوم إذ قال "يجب تجويع هذه المدينة حتى الموت،وقطع جميع طرق الإمداد المؤدية إليها وقصفها بلا رحمة لتنهار مثل الفاكهة الناضجة ".
وبدأ القصف الفاشي المستمر بكافة الوسائل المتاحة لتدمير المدينة بشكل منهجي ،وأثناء الحصار أمطر الألمان المدينة بأكثر من 100 ألف قنبلة و 150 ألف قذيفة ، حيث كان وضع السكان المدنيين بشكل خاص مأساوي جداً .
وبحلول وقت الحصار الكامل ، تم إجلاء جزء صغير فقط من السكان (أقل من 500 ألف) إلى العمق ، وبقي في المدينة حوالي 2.5 مليون مواطن ، بما في ذلك 400 ألف طفل ، في فصل الشتاء الأكثر برودة وصعوبة في تلك السنوات.
أحداث الفيلم تؤكد تمكن الألمان من تفجير مستودعات الأغذية، ونتيجة لذلك أصبحت لينينغراد بلا احتياطي ، ولم يكن إيصال الخبز متاحاً إلا بالطائرات ، أو عبر طريق جليدي شاق وخطر تم رسمه عبر "بحيرة لادوجا".
وفي ظل القصف المستمر والخسائر الضخمة بالإمدادات على طول "طريق الحياة " ، لم  يصل سوى كميات صغيرة من المنتجات الضرورية ، حيث وصل الجوع لحد غير مسبوق وكانت حصة الخبز اليومي للعمال 250 غراماً، وللموظفين والأطفال نصف الكمية اي 125غرام فقط . ووفقاً لشهادة بعض الذين نجوا انذاك ، فإن هذه الحصة من الخبز كانت عبارة عن شريحة صغيرة لزجة خام تتكون من نخالة وجزء صغير من الطحين.
وفجأة فشل نظام الإمداد البري فوق المياه المتجمدة ، وكان شتاء عام 1941 قاسياً جداً، ولكن على الرغم من هذا الوضع الصعب صمد سكان المدينة وشاركوا في الدفاع عنها. حيث عمل الناس وقتها في شركات، وأصبح بإمكانهم إنتاج ذخائر ، وإصلاح معدات عسكرية.

صورة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي نهاية شهر كانون الأول ، تحسن الحال بعض الشيء، وأصبحت حصة الخبز أكبر مرتين ، قبل أن تتقلص مرة أخرى إلى النصف.  وفي ذلك الوقت مات جزء كبير من السكان حيث الجوع أخذ أبعاداً غير مسبوقة ، فالعديد من السكان  سقطت وماتت في الشوارع.

تم العثور على /13/ ألف جثة بعد ذوبان الثلوج في ربيع عام 1942م، وكان وضع الأطفال اليتامى بشكل خاص صعباً جداً. ومصاعب كثيرة عانى منها الجميع من برد قارس وجوع قل نظيره ، فالكثير منهم ولمدة 10-15 يوماً لم يروا الطعام أو الماء، بحسب رواية الفيلم
و خلال الحصار توفي حوالي 650 - 850 ألف شخص ، وهناك تقديرات تشير إلى أن الخسائر في الواقع وصلت إلى مليون ونصف المليون شخص.
ذلك أنه ومنذ خريف عام 1941م. جرت محاولات لكسر الحلقة وضمان اتصال لينينغراد مع بقية البلاد عن طريق البر بشكل متكرر من قبل القوات السوفياتية، فالمحاولة الأولى باءت بالفشل مصحوبة بخسائر فادحة والثانية لم تنجح سوى بإحباط خطة الألمان لتعميق الحصار.

صورة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي 24 كانون التاني عام 1944م. ، نتيجة الهجوم الثالث التي شنته القوات السوفيتية،  تم اختراق الحصار ورفعه بالكامل عن مدينة لينينغراد ، وكان حوالي 550 ألفاً فقط على قيد الحياة في المدينة في ذلك الوقت أي أقل بـ 5 مرات من بداية الحصار الدامي وأطول صمود بطولي في تاريخ البشرية الذي استمر لمدة 872 يوم وليلة حتى انتزاع النصر.
فهذا هو عام انتصار الروح البشرية وقوى الخير على الظلم والفوضى ، ولهذه الذكرى في لينينغراد وعلى شاطئ بحيرة لادوجا أنشأ نصب تذكاري "حلقة مكسورة" ، بالإضافة إلى نصب تذكاري آخر وهو عبارة عن حجر نقش عليه " أنتم احياء وتعلمون أننا لم نكن نرغب في مغادرة هذه الأرض ولم نرحل. لقد وقفنا حتى الموت بالقرب من نيفا المظلمة ، وتوفينا حتى تتمكنون من العيش."
واليوم وبهذه المناسبة زار فلاديمير بوتين النصب ووضع الورود ، حيث حارب والده أيضاً وأصيب آنذاك ، كما زار مقبرة بيسكاريفسكي التي دفن فيها بمقابر جماعية 470 - 520 ألف شخص من بينهم 50 ألف جندي .
كما وحضر الرئيس بوتين حفلا ً غنائياً إحياءً لذكرى التحرير في قاعة أوكتيابرسكي للحفلات الموسيقية وعند الافتتاح خاطب بوتين الحضور قائلاً :
" علينا أن نعيش اليوم الحاضر والمستقبل ، ولكن لا نستطيع أن ننسى ما حدث في لينينغراد أبداً! لا يوجد ولن يكون هناك غفران للنازيين ، الذين قرروا سحق المدينة المنيعة بالجوع ، وهذه جريمة ضد الإنسانية ولن تمر مثل هذه الاحداث أبداً ".
وأضاف : "أنحني إجلالاً وإكباراً لجميع من أنقذ هذه المدينة ، وكسر الحصار ودحر العدو بعيداً".


الذكرى الخامسة والسبعين لفك الحصار عن "ليننغراد"


شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني