منخفض قطبي وسيول و"تقنين" .. السوريون يعودن إلى عصر "الحطب والتمز"

منخفض قطبي وسيول و"تقنين" .. السوريون يعودن إلى عصر "الحطب والتمز"

دمشق - المشهد - كيان جمعة

يتحضّر السوريون لاستقبال أول منخفض جوي قطبي "مثلج" هذا الشتاء في ظل نظام تقنين كهربائي هو الأسوأ منذ أكثر من عام ونصف، يمتد في بعض مناطق ريف دمشق إلى 4 ساعات قطع وساعتي وصل، بينما يستمر نظام (3*3) في باقي مناطق الريف وبعض أحياء دمشق إضافة إلى باقي المدن السورية.

وتشكل الكهرباء مصدراً هاماً واساسياً للتدفئة إلى جانب المازوت بالنسبة لكثير من السوريين ولاسيما بعد أزمة فقدان الغاز التي ضربت المدن السورية خلال الشهر الماضي.

ومع توقع الأرصاد الجوية بتأثر البلاد بمنخفض جوي قطبي المنشأ مساء السبت يتخوف البعض من استمرار نظام التقنين الكهربائي بهذه الطريقة ويقول أسامة شربجي وهو يسكن منطقة نهر عيشة إنه "يفكر بشراء الحطب وتحويل التدفئة من الكهرباء إلى الحطب مع اقتراب العاصفة فهو لا يحق له شراء المازوت بالسعر المدعوم لأنه عازب ولا يستطيع شراءه من السوق السوداء بسبب ارتفاع سعره".

 فيما أكد أحمد وهو يسكن مدينة المليحة أنه استبدل التدفئة بالمازوت إلى التدفئة بالحطب منذ شهر بسبب خوفه من نفاذ الكمية التي اشتراها بالسعر الرسمي وبسبب توافر بعض الأشجار حول منزله الذي أعاد ترميمه بشكل جزئي منذ عودته إلى المدينة التي حررها الجيش السوري مطلع العام الماضي.

من جهة أخرى استطاع الشاب فداء ريا من ريف جبلة بالاستفادة من مادة "الجفت" أو ما يعرف بـ"تمز الزيتون" واستخدامها كمواد للتدفئة في قريته وهي العملية التي يعرفها معظم كبار السن في الريف السوري حيث كانوا يقومون بجمع بقايا ثمار الزيتون الصلبة بعد عصر الزيتون، وتتكون من قشور حبيبات الزيتون والحشوة والبذرة القاسية المطحونة ونسبة ضئيلة من الزيت، وهذه التركيبة الفريدة سمحت للناس منذ أزمنة قديمة باستخدام تمز الزيتون للتدفئة ولأغراض أخرى مثل تسخين المياه والطبخ من خلال حرق التمز في مدافئ الحطب، وبسبب وجود نسبة زيت ضئيلة تبلغ 2% تقريباً، فإن التمز يشتعل ويعطي ناراً قوية كافية لمختلف الأغراض.

ويشكل التمز80% من كتلة الزيتون المعصور، وكمية ضئيلة منه تكفي لساعات طويلة أو كما يقول كبار السن فإن 3 كبابيل (قطع من التمز) يبلغ وزنها تقريباً 2 كيلوغرام تكفي للتدفئة لسهرة كاملة وبحسب المهندس سامر عبد الله فإن حرق التمز لا يضر بالبيئة أبداً، فالغازات التي يطلقها التمز هي الماء وبعض الأكاسيد التي تتفكك بالحرارة، كما أن الرماد الناتج عن الحرق يرش حول المزروعات كالبندورة فيقيها هي الأخرى من الصقيع ويسمدها في آن واحد.

ويقول فداء إن صناعة تمز الزيتون للتدفئة تمر بعدة مراحل بدئا من جمعه من المعصرة، ومن ثم عزله ليخضع بعدها للتخمير والتشميس على مدى أشهر، ثم يبدأ التصنيع والإنتاج، ليتميز بسرعة اشتعاله مع قدرة حرارية قوية اللهب، ويتزايد الطلب عليه من سنة إلى أخرى، خاصة مع مطلع فصل الشتاء وازدياد ساعات التقين.

ويتخوف البعض من ازدياد ساعات التقنين خلال الاسبوع القادم مع تأكيدات الأرصاد الجوية بأن العاصفة ستكون بأشدها خلال يوم الأحد وأن تصل سرعة الرياح المرافقة للمنخفض وخاصة في المناطق الجنوبية والساحلية إلى ما بين 60 و70 كم/سا يوم الأحد مع توقع هطول زخات رعدية من المطر فوق المناطق الساحلية والشمالية ويمتد الهطل تدريجياً ليشمل باقي المناطق والتحذير من تشكل السيول في الوديان والمنحدرات.

وأضافت مديرية الأرصاد أن تأثير الفعالية الجوية المرافقة للمنخفض سيبدأ في ساعات ظهر الغد السبت والمساء على المناطق الساحلية والشمالية ليشمل باقي المناطق خلال الليل وصباح يوم الأحد مبينة أن انخفاضاً سيطرأ على درجات الحرارة لتصبح أدنى من معدلاتها بنحو 2 إلى 4 درجات مئوية وتكون الهطولات المطرية غزيرة بينما تتساقط الثلوج على ارتفاع 1200 متر يوم الأحد وصولاً إلى 1000 متر يوم الاثنين.

يذكر أن الأرصاد توقعت أن تنتهي الفعالية الجوية ليلة الثلاثاء القادم وصباح الأربعاء مع تحذير من حدوث الصقيع خلال يومي الخميس والجمعة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر