أفديكيا موسكيفينا..  الواقع السوري بعيون صحفية روسية (فيديو)

أفديكيا موسكيفينا.. الواقع السوري بعيون صحفية روسية (فيديو)


دمشق- المشهد- ريم غانم
سورية دولة جميلة جداً ومفعمة بالحياة ومختلفة عن كل مكان تذهب إليه رغم كل ما عانته خلال الحرب، يلفتك في كل مدينة وقرية مدى الحب الذي يشرح تاريخ حضارة بشرية لن يهزمها حرب أو إرهاب، بهذه الكلمات وصفت الصحفية الروسية أفديكيا داريا موسكفينا سورية والتي تزورها في رحلة عمل مؤخراً سافرت فيها إلى أكثر من محافظة لتنقل صورة عودة الحياة وفرحة الميلاد المجيد التي عمت البلاد بعد أن عاد الأمان لمعظم المحافظات.
أفديكيا تحدثت في حوار مع المشهد عن سبب زيارتها إلى سورية وعن طبيعة عملها في باقي الدول.
"بدأت العمل في الإعلام لدى المركز الثقافي الروسي في موسكو في بداية الـ2000ثم انتقلت عام 2012 للعمل في فرنسا وتنقلت بين العديد من الدول الأوربية لكن بقي عملي الأساسي في موسكو، وركزت في عملي على القصص الإنسانية التي كنت أصور عنها أفلام وثائقية عن حياة الناس ومعاناتهم بعيداً عن السياسة، وعليه سافرت إلى الكثير من الدول لأنقل القصص  بشكلها الواقعي، ومنها سورية التي بدأت بزيارتها عام  2016 بعد أن كنت قد سمعت الكثير من الأخبار المغلوطة عنها، فأصبح لدي شغف بزيارتها ونقل صورة واقعية عن حياة الناس فيها ، فذهبت إلى دمشق وتدمر وحمص وحلب، وصورت كيف يعيش السوريين بعيداً عن الحرب، وتنقلت في كل الأماكن بكل سهولة ولم أجد أي صعوبة في سفري.
وتابعت: خلال سفري إلى العديد من الأماكن وعند مقابلتي للكثير من المفكرين والصحفيين كان يوجه لي دوماً سؤال عن سبب عدم حديثنا عن حياة المواطنين الروس ضمن سورية، فالإعلام كان ينقل دوماً عن وضع الجنود الروس وكيف ساعدوا في القضاء على الإرهاب، من هنا كانت زيارتي الأخيرة لتصوير أفلام وثائقية عن حياة الروس الاجتماعية في سورية وكيف اندمجوا في المجتمع السوري وكيف يمارسون حياتهم الطبيعة بين السوريين.
الإعلام شوه صورة المجتمع السوري
في معرض سؤال الصحفية الروسية عن وجهة نظر الدول الغربية التي زارتها خلال فترة عملها باعتبارها زارت سورية أكثر من مرة خلال الحرب، أجابت: بالنسبة لوجهة النظر الغربية عن سورية كان الرأي العام العالمي خاصة المجتمع المحيط في أماكن عملي، كان ينظر لها بأن كل منطقة فيها هي نقطة نزاع وحرب وبأن الدمار يعمها من كل جانب، لكن بعد معرفتهم بسفري إلى سورية وتصويري لأفلام وثائقية من داخلها تفاجأوا بالحقيقة وبأن جزء منها فقط هو الذي طاله الإرهاب والدمار، فهناك الكثير من الأماكن التي لا تزال تنبض بالحياة ولم تدمر ومستمرة  بممارسة طقوسها اليومية من الذهاب إلى العمل والمدارس والجامعات وشراء الحاجيات، وهذا الجانب لم ينقله الإعلام الخارجي.
لم تنكر أفديكيا خوفها في البداية من السفر إلى سورية لكنها أصرت على المجيء لنقل الحقيقة عنها خاصة أنه منذ بداية الحرب كان هناك لغط كبير في نقل الصورة الصحيحة عن هذا البلد، وقالت:" بعد تجولي في الكثير من الأماكن وجدت أن الناس فيها طيبين جداً ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي وهو ما حاولت أن أنقله عبر الأفلام التي صورتها والتي أيضاً نقلت صورتها إلى كل الدول التي زرتها، كما أن الفيلم الأخير الذي صورته عن حياة الروس في سورية سينقل صورة واضحة وتثبت كل ما نقلته بكاميراتي.
هذه التفاصيل التي نقلتها الصحفية الروسية وصفتها عبر كاميرتها وحديثها بالقول أن كل مكان في سورية مفعم بالحياة فكل زاوية ومدينة وقرية غنية ومليئة بالتفاصيل الرائعة التي تحتوي على أي شيء تريد من طرقات وجبال وتاريخ وثقافة وأشخاص وحتى الطعام فيها نكهة أخرى والتي ساعدتني على تصوير الأفلام الوثائقية بطريقة محترفة لا ينقصها أي شيء.
من هنا أكدت أفديكيا أنه من خلال عملها وتعاملها مع السوريين منذ عام 2016 وجدت أنهم أشخاص مميزين جداً ومحبين لبلدهم ويدعمون حكومتهم ورئيسهم ويحبونه عكس ما حاول الإعلام الترويج له عبر ثمان سنوات، فهي كانت الفكرة الرئيسة التي انطلق منها الحديث ضد سورية، وهو الشيء الذي لم نشاهده في أي دولة أخرى دخلت في أزمة وعاشت نفس تجربة الحرب والذين وقفوا ضد دولتهم، فمعظم الشعوب كان موقفها مغاير لما حدث في سورية، ومعظم ما حدث لم يكن أكثر من بروباغندا إعلامية غير صحيحة، واليوم أي شخص يسألني عن سورية أقول له "سافر إليها وأنظر وشاهد بعينك كيف هي هذه البلد وكيف تختلف عن الصورة التي تتلقاها".
تحية للصحفي السوري
مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب وملاحقة كل التطورات في المجتمع، فكيف الحال عند نقل الأخبار خلال الحرب، حيث عبرت موسكيفينا عن تقديرها وإعجابها بالصحفيين السوريين الذين كانوا يمتلكون الكثير من الشجاعة و القدرة على العمل على الخطوط الأولى للمعارك واضعين أرواحهم على أكفهم، ولم يتوقفوا يوماً عن الذهاب إلى العمل واستمروا بنقل المعلومة، كما لم يغادروا بلدهم رغم أن الكثيرين منهم استشهد وأصيب خلال نقل الأخبار، وهو ما يثبت مدى محبتهم لبلدهم واستحقاقهم لعملهم الصحفي.
بهجة الميلاد السوري
تزامنت فترة زيارة الصحفية الروسية إلى سورية مع فترة أعياد الميلاد المجيد والتي وجدتها هذا العام بشكل مختلف ومميز يعكس مدى الراحة والفرح الذي عم سورية بعد عودة الأمان إلى معظم ربوعها، وعنها قالت: ذهبت خلال فترة الاحتفالات بالأعياد إلى الكثير من الأماكن والتي وجدت فيها حالة مجتمعية متميزة بحيث احتفلت كل الطوائف مع بعضها، ولمست هذه الحالة عندما كنت أسير في الشوارع حيث كان الجميع وبدون استثناء متفاعلين ويشعرون بالفرح لمظاهر الزينة وأشجار الميلاد التي ملأت مختلف الأماكن فتراهم يقفون لأخذ الصور التذكارية تعبيراً عن سعادتهم بهذه المناسبة، وهو ما يميز المجتمع السوري الذي يمتلك عقلية منفتحة مليئة بالثقافات والديانات عكس ما حاول الخارج الحديث عنه وإثباته.
 


 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر