معلا : سورية انتزعت الاعتراف الدولي بتراث "خيال الظل" رغم الحصار

دمشق- المشهد- ريم غانم
حققت سورية مؤخراً رغم كل الحصار إنجازاً ثقافياً جديداً للجهود الرامية، إلى الحفاظ على الموروثات الشعبية غير الملموسة، عبر إدراج مسرح خيال الظل "كركوز وعيواظ" ضمن قوائم اللجنة الدولية الحكومية المشتركة لصون التراث الثقافي غير المادي، ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث غير المادي الذي يحتاج إلى الصون العاجل، وهي عناصر التراث الحي المعرض لخطر الاندثار، وهو ما يُعد نصراً غالياً في ميدان حماية هوية التراث السوري.
إنجاز سوري - عالمي
طلال معلا رئيس هيئة التراث اللامادي في الأمانة السورية للتنمية تحدث لـ "المشهد" عن هذا الإنجاز العالمي وكيف استطاعت سورية الحصول عليه وقال: بما أن التراث هو هوية المجتمع نسعى في الهيئة إلى الحفاظ عليه من خلال الإجراءات والخطوات التي نقوم بها لصونه.
معلا أكد أنَّ: الوصول إلى هذا الإنجاز كان له خطوات سابقة بدأت منذ عام 2003 عندما وقعت سورية على اتفاقية لصون التراث الثقافي مع منظمة اليونسكو، وهو ما جعلنا نستطيع أن نسّجل بعض العناصر ضمن قوائم الصون العاجل، وعليه قامت وزارة الثقافة من خلال الأمانة السورية للتنمية، كونها جهة استشارية لليونسكو، عبر إحداث سجل وطني يتضمن التراث الثقافي اللامادي والذي سجلنا من خلاله مائة عنصر، وكان من ضمن العناصر الأساسية مسرح خيال الظل فهو يكاد يندثر هو والعاملين فيه، حيث أصبحوا يُعدون على الأصابع، كما يعد هذا التراث مشترك مع عدد من الدول العربية.
وتابع معلا:" الحفاظ على هذا التراث يحتاج إلى خبرات وخطط وطنية وإلى دعم دولي على الأقل معنوي كي ننقذ هذا التراث من الاندثار، فمن المعروف أنَّ التراث الحي هو الممارس من قبل المجتمع وكي نحافظ على بقائه يجب أن يُسَّجل على القوائم الدولية كي نضمن صونه ومنعه من الانقراض، وعليه قامت الأمانة السورية للتنمية بإعداد ملف متكامل لليونسكو يحتوي على خطة صون هذا العنصر"..
 الملفت في هذا الموضوع أنَّ المنظمة الدولية لم يكن لها أية ملاحظات على إعداد الملف وهو ما يؤكد أن الخبرات الوطنية التي قدمتها المجموعة العاملة لدى الأمانة السورية لصون التراث اللامادي كانت مميزة، خاصة أنَّ: هذه اللجنة التي ترأستها كنا محكمين لعناصر التراث الإنساني لمدة عامين 20016 و 2017 عن كل التراث العالمي على كل القوائم التمثيلة"..
قوائم أخرى
 الاعتراف الدولي بمسرح خيال الظل شكل حافزاً كبيراً للأمانة السورية، إلى تقديم المزيد من العناصر إلى قوائم اللجنة الدولية للاعتراف، وأضاف معلا:" إن أهم هذه العناصر هي "القدود الحلبية - الوردة الشامية - العود، وشخصيات الشاعر الثقيل في حلب" والتي يجري إعدادها بشكل كامل، حيث انطلقنا في هذه العناصر من القاعدة المجتمعية وماذا يريد القائمون على هذه المهن أو العناصر، وهو ما يتطلب أيضاً ان تقوم هذه الجهات أو الأفراد بتقديم تصريح خطي وموافقة لضم ما يقومون به إلى هذه القوائم التي تحتاج إلى صون عاجل، كي يكونوا أيضاً من المساهمين في التخطيط والتنفيذ لخطة الصون.
خطة التنفيذ
بحسب خطة الصون الموضوعة أكد معلا أنَّ: مدة التنفيذ ستستمر لأربع سنوات سيتم تنفيذها بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية منها جانب تربوي عن طريق المسرح المدرسي عبر تنشيط العمل بمسرح خيال الظل، كما سيتم التعاون مع طلاب معهد الفنون المسرحي، والمعاهد الأخرى عن طريق تقديم عروض على التلفزيون عبر الاستفادة من عناصر وجود هذا التراث لتقديم اشكال أخرى عبر الوسائل الحديثة المتاحة انطلاقاً من روح خيال الظل، هذا بالإضافة إلى وزارة الاعلام والثقافة، أي ما يهمنا هو أن نُعيد صياغة التراث بالشكل المطلوب.
ختم معلا حديثه بالقول:" إن تحقيق سورية لهذا الإنجاز كان نصراً كبيراً استطعنا من خلاله أن نوصل رسالة لكل العالم مفادها:  أنَّ التراث السوري مختلف ومميز رغم اشتراكه في التراث الإنساني مع العديد من الدول، وبذلك ممكن أن يكون هذا العنصر مستقبلاً أحد وسائل التوعية في المجتمع.
هذا، ويتم صناعة دمى مسرح خيال الظل يدوياً من المواد الطبيعية كالجلود والخشب والأصباغ الطبيعية، ليتم عرض ظلال هذه الدمى على شاشة شفافة بيضاء، ما يُعطي العنصر شخوصه ويتحكم المخايل بحركة الدمى من وراء الشاشة، ويقوم بتقليد الشخصيات المختلفة ويروي القصص التقليدية المحببة بصورة تتناسب مع القضايا الاجتماعية السائدة ومجرياتها، ما يخلق ترابطاً بين الماضي والحاضر.