زاڤيدوڤا قرية روسية في ريف مدينة تڤير (صور)

إعداد ناهل الخطيب

تقع  مدينة تڤير على بعد 170 كيلو متر شمال غرب العاصمة الروسية موسكو عند ملتقى نهري الفولغا وتڤير. كانت تڤير عاصمة الدولة القوية في القرون الوسطى ، وبلدة ريفية نموذجية في الامبراطورية الروسية و التي بلغ عدد سكانها 60 الفاً عام 1913م. عرفت المدينة باسم كالينين منذ 1931م. ولغاية 1990م.  تقسم المدينة إلى أجزاء شمالية واخرى جنوبية بسبب نهر الفولغا، وإلى أرباع بسبب نهر تڤير ، كما ويفعل الشيء نفسه نهر تمكا على طول الضفة الجنوبية. ان منطقة تڤير تتوسط الجزء الأوروبي من روسيا وتشكل الجزء الأكبر من مناطق الجزء الأوربي من البلاد ، وهي جزء من المنطقة الفدرالية المركزية للإتحاد الروسي.

يبلغ عدد سكانها 1،6 مليون نسمة بما فيها العاصمة تڤير التي تشكل حوالي 400 الف نسمة على مساحة 84 الف متر مربع، مقسمة إلى 34 مقاطعة ، تشمل 22 مدينة و 25 مستوطنة من الطراز الحضري. تڤير واحدة من أقدم المدن الروسية وهي مركز رئيسي للعلوم والثقافة حيث المسرح الدرامي ومسرح الأطفال والشباب ومسرح العرائس والسيرك ناهيك عن المراكز الثقافية والمتاحف المعارض الفنية . والملفت للانتباه وجود مسجد تم بناءه عام 1905م. مع العلم ان عدد المسلمين في المدينة آنذاك لا يتجاوز 300مسلم.

يجري في منطقة تڤير والمناطق المحيطة بها حوالي 800 نهر ، والنهر الرئيسي الذي ينبع منها هو نهر الفولغا وروافده العديدة. يبلغ الطول الكلي للأنهار حوالي 17 كم، كما يبلغ العدد الكلي للبحيرات 1769 بحيرة ،أكبرها بحيرة سيليغير ،الفولغا وغيرها مما جعل المنطقة سياحية بامتياز.
فالمنطقة مليئة بأماكن الاستجمام والراحة ومراكز الترفيه الممتدة على ضفاف الأنهار والبحيرات ، وتعتبر المركز الروحي لروسيا  بسبب الكنائس و الأضرحة وأقدم الاديرة  التاريخية القائمة ، فمنها ما يزيد عمره عن 600 عام. وحتى يومنا هذا ، تحتفظ أرض تڤير بالعديد من المعالم التاريخية الأثرية والثقافية والهندسة المعمارية.
والجدير بالذكر أنه في أحدى هذه الكنائس التي شيدت في عام 1895م. في قرية تورغينيفا تم عمادة والدة الرئيس الروسي الحالي فلاديمر بوتين عام 1911م.
كما يوجد عدد هائل من الآثار التاريخية والثقافية ومعالم سياحية وكثير من القصور التراثية، كما ويوجد أكثر من 1000 محمية آثار طبيعية.
 تجري حالياً مفاوضات مع اليونسكو حول إدراج المركز التاريخي لمدينة تڤير في قائمة أهداف التراث التاريخي والثقافي ذات الأهمية الدولية ، حتى الآن لم تحصل على هذا الشرف سوى مدينة واحدة فقط هي سانت بطرسبرغ.

و "زاڤيدوڤا" التابعة إداريا لمنطقة كاناكوفا الخلابة من ضواحي مدينة تڤير ، تقع على سفح نهر دويبيتسي ، وتحيط بها من جميع الجهات غابات شاسعة.
فهي تعتبر  أحد أكثر الأماكن الصديقة للبيئة على كوكب الأرض بجوار الحديقة الوطنية بمساحة 125 ألف هكتار. تنتشر المقاهي والمطاعم والفنادق وبيوت الراحة ونوادي اليخوت بكل الانحاء، كما يوجد نادي للغولف ضمن مجمع فندق الراديسون. تعد زاڤيدوڤا من أقدم هذه المنتجعات وهي واحدة من أجمل الأماكن الراحة في روسيا.

انهار صافية بحيرات عذبة وغابات مليئة بمختلف انواع الحيوانات وكم هائل من مختلف أنواع الأسماك والفطر بأنواعه المختلف والتوت البري المتنوع والموجود بكثرة في هذه المناطق. 

كما أود الإشارة إلى وجود منتجع الرئاسة الخاص في منطقة كازلوفا من ايام الاتحاد السوفيتي عمره أكثر من قرن وما يزال لحد الان ، على عكس منتجع آخر بمنطقة اغرتسوفا تابع لرئاسة الوزراء الذي لم يعد كذلك بعد الخصخصة. تجتذب زاڤيدوڤا السياح من كل أنحاء روسيا وتتمتع بطلب كبير لمحبي الصيد البري والنهري صيف شتاء والاستجمام الطبيعي بعيدا عن صخب المدينة.

منتجع زاڤيدوڤا او كما يسمونه هنا "بيت الراحة" التابع لمكتب الخدمات الدبلوماسية - وزارة الخارجية الروسية واحد من أهم الوجهات السياحية .
في هذا المنتجع او المجمع الترفيهي تشعر وكأنك في مدينة سحرية ذات جو خاص فريد من نوعه. يقع هذا المنتجع على بعد 117كم من موسكو على الطريق السريع باتجاه سانت بيترسبورغ "لينيغراد". تم افتتاح هذا المجمع بتاريخ 16 آب عام 1957م. حيث كان المكان الوحيد المقصود للأجانب والدبلوماسين والعاملين في السفارات الاجنبية بالحقبة السوفيتية.

والجدير بالذكر هنا ان الفارس والدبلوماسي السابق رامي الشاعر يترأس نادي الصيد التابع للمنتجع منذ أكثر من 25 عام، ويعود له الفضل بتطوير وتحسين المكان على كافة المستويات بالإضافة إلى إبعاد الخصخصة عن المجمع ككل أيام الرئيس يلتسين. السيد رامي الشاعر روسي الجنسية من أصل فلسطيني وسوري الهوى ومؤلف كتابين مؤخراً عن صمود سوريا وانتصاراتها . في نفس منطقة شوشا بالقرب من المنتجع يقع نادي الفروسية "الفارس" العائد للصديق العزيز رجل الأعمال أمين جميل.

بدأت فكرة المشروع الذي تم افتتاحه عام 1996م. لممارسة هواية الرياضة والصيد فقط ، حيث بدء السيد أمين مشروعه بأربعة خيول وساحة صغيرة للركوب ، ومن ثم تطور ليصبح العدد الكلي حوالي 170 من خيول الرياضة من مختلف الأعمار وتم تحويل المكان إلى نادي مجمع ضخم للفروسية بكل المقاييس الأوربية ، حيث المناطق الواسعة والساحات المخصصة للرياضة مع طاقم تدريبي من الخبراء عالي المستوى . ففي عام 1998 جرت أول المنافسات على كأس زاڤيدوڤا للفروسية وتكرر الحدث كل سنة بمشاركة الكثير من الفرسان وحشود كبيرة من المشجعين والمتفرجين المهتمين بأجواء تشبه العيد السنوي للحدث.
وكثير من يرى ان زاڤيدوڤا المكان المناسب للعيش والاستجمام والعمل أيضاً. وحكما من يزور زاڤيدوڤا لابد أن تتولد الرغبة بزيارتها ثانية.