ستة عشر نادياً من أجل الظفر بذات الأذنين !!

ستة عشر نادياً من أجل الظفر بذات الأذنين !!

المشهد - كرم هيثم مخلوف
ينتظر العشاق في كل أنحاء العالم منتصف شهر شباط من كل عام للاحتفال بعيد الحب، فيجددون العهود و يتبادلون الهدايا و يرددون عبارات الحب على مسامع من يحبونهم. ولكن بالنسبة لعشاق كرة القدم فإن الوضع مختلف تماماً !!
فشهر شباط بالنسبة لهم يعني ببساطة عودة الحياة لدوري أبطال أوروبا.
ليصبح منتصف هذا الشهر فرصة لتجديد الحب و الوفاء للمحبوبة، التي تبادلهم الحب ذاته و تقدم لهم أجمل الهدايا متمثلة بمباريات الدور الثاني من الشامبيونز لييغ ( دور الـ 16 ) حيث الإثارة و المتعة التي لا تنتهي.

 مواجهات نارية، بنكهة الحروب العالمية:
أسفرت قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا، والتي أقيمت بمدينة نيون السويسرية، عن مواجهات نارية كما كان متوقعاً.
وسيكون عشاق المستديرة حول العالم على موعد مع مواجهات من العيار الثقيل بين عمالقة أوروربا، أبرزها مواجهة بايرن ميونخ الألماني مع ليفربول الإنكليزي و جوفنتوس الإيطالي مع أتلتيكو مدريد الاسباني، إضافة لمباراة مانشستر يونايتد الإنكليزي مع باريس سان جيرمان الفرنسي، ولن تقل مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني مع توتنهام الإنكليزي إثارةً عن سابقاتها.
و اللافت في هذه القرعة هو وقوع جميع الأندية الألمانية المتأهلة في مواجهات مع أندية إنكليزية، فالعملاق البافاري سيواجه ليفربول، و الأزرق الملكي نادي شالكة سيقابل المان سيتي في مهمة شبه مستحيلة نظراً للفارق الكبير في الإمكانيات بين الناديين، بينما يواجه متصدر البوندسليغا الحالي بوروسيا دورتموند نادي توتنهام !!
و قد لا نأتي بجديد حين نقول بأن المواجهات الألمانية الإنكليزية عادة ما تكون قمة في الإثارة، فلا يخفى على أحد مدى العداوة التاريخية بين هذين البلدين، كيف لا و قد خاضا ضد بعضهما معارك طاحنة في الحربين العالميتين الأولى و الثانية، ولم تقتصر الأمور عند هذا الحد بل تعدتها لمجال الرياضة و تحديداً بعد نهائي كأس العالم 1966. حيث حقق الإنكليز اللقب، فيما لا يزال الألمان يعتبرون حتى الآن بأن تلك الكأس قد سرقت منهم بقرار تحكيمي ظالم.
لقاء البايرن مع ليفربول سيكون الأول فيما بينهما في البطولة بمسماها الجديد، ولكلا الناديين تاريخ حافل فيها، حيث حققا مناصفةً عشرة ألقاب، ولا يسبقهما في ذلك سوى ريال مدريد الاسباني و ميلان الإيطالي.
سيخوض ليفربول اللقاء و عينه على تعويض ما فاته في النسخة الماضية من البطولة حين حل وصيفاً للريال، منتشياً بتألقه اللافت مؤخراً تحت قيادة مدربه الألماني ( يورغن كلوب ) الذي أحدث نقلة نوعية منذ توليه مهمة تدريب الفريق، فعاد بهم إلى أجواء المنافسة المحلية و القارية بعد فترة ركود مخيفة، متسلحاً بنجومه المميزين كالمصري محمد صلاح و السنغالي ساديو ماني، و مضيفاً على النادي توازن دفاعي افتقده كثيراً في الموسم الماضي، بعد التعاقد مع الحارس البرازيلي أليسون بيكر  و المدافع الهولندي العملاق  فان ديك.
بينما يدخل البايرن اللقاء بعد تحسن ملحوظ في أدائه مقارنة مع انطلاقته السيئة في بداية الموسم، إلا أن ذكرياته القاسية مع الإنكليز ستبقى شاخصةً أمامه، حيث لن ينس العملاق البافاري المباراة النهائية التاريخية التي كان مسرحها ملعب الكامب نو عام 1999 حين خطف مانشستر يونايتد اللقب بعد أن حول تأخره بهدف إلى الفوز بهدفين في الوقت بدل الضائع في مباراة مثيرة ستبقى عالقةً في الأذهان إلى الأبد.
ليعود البافاري في عام 2012 و يتجرع مجدداً طعم الهزيمة على يد تشيلسي في النهائي الذي أقيم على ملعبه ( الأليانز أرينا ) و أمام جماهيره العريضة.
و قد صنف المراقبون هذه المواجهة بأنها الأقوى  في دور الـ 16 نظراً لعراقة الناديين و باعهما الطويل في البطولة، إضافةً للأسباب التاريخية التي تجعل المواجهات الألمانية الإنكليزية تحمل طابعاً خاصاً دوماً.
و سيكون من الصعب تحديد هوية الفريق المتأهل من هذه المواجهة رغم أفضلية ليفربول النسبية و خاصةً بأن مدربه الألماني ( كلوب ) يعلم أسرار و خبايا البايرن، حيث كان مدرباً سابقاً لغريمه التلقيدي بوروسيا دورتموند.

وسيكون مانشستر يونايتد ممثل الإنكليز الرابع في المسابقة، أمام مهمة محفوفة بالمخاطر عندما يقابل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي المتخم بالنجوم و المتألق محلياً كعادته في المواسم الأخيرة، خاصةً في ظل تذبذب مستوى اليونايتد و تراجعه محلياً، الأمر الذي دفع إدارة النادي للإطاحة بالمدرب البرتغالي ( جوزيه مورينيو )، مما سيزيد من صعوبة الفريق الذي سيتحتم عليه التأقلم بالسرعة القصوى مع فكر و تكتيك مدربه الجديد.
 
مواجهات عاطفية :
لقاءات هذا الدور من البطولة ستحمل الكثير من اللحظات العاطفية للاعبين و للمدربين على حد سواء،
حيث سيلعب نجم المان سيتي، الألماني ( ليروي ساني ) ضد ناديه السابق شالكه، وبالمقابل فإن اللاعب الصربي ( ماتيا ناستاسيتش ) سيلعب مع شالكه ضد فريقه السابق مانشستر سيتي !!
وستتاح الفرصة لمدافع برشلونة ( أومتيتي ) لرؤية زملائه مجدداً في ناديه السابق ليون، في المواجهة التي ستجمع الفريقين.
فيما سيقابل مهاجم جوفنتوس، الكرواتي ( ماريو ماندزوكيتش ) زملاءه في اسبانيا، عندما يلتقي فريقه مع ناديه السابق أتلتيكو مدريد في مواجهة من المتوقع لها أن تكون مثيرة للغاية.
و سيكون برفقة الكرواتي، نجم  اليوفي ( كرستيانو رونالد ) الذي سيستعيد بدوره أجواء الديربي المدريدي المميزة بين ناديه السابق ريال مدريد و أتلتيكو مدريد. علماً بأن لديه سجلاً حافلاً بالإنجازات أمام الأتلتيكو في البطولة الأوروبية،  فقد سجل هاتريك ضدهم في نصف نهائي 2016/2017 وانتصر عليهم في نهائيين آخرين.
كذلك سيعود النجم السويسري ( شيردان شاكيري ) إلى الأليانز أرينا من جديد، ولكن كضيف ثقيل هذه المرة، عندما يلتقي ناديه الحالي ليفربول مع ناديه الأسبق بايرن ميونخ.
و سيرافق شاكيري  في تلك الرحلة، المدرب يورغن كلوب العائد من جديد إلى الديار الألمانية.  

نظرة سريعة على المواجهات الأخرى :
قد تكون المواجهات التي ذكرناها سابقاً هي الأقوى في دور الـ 16 لكن لا يتوجب علينا إهمال ما تبقى منها، فالمفاجآت عادةً ما تكون حاضرة في دوري الأبطال، كذلك فإن المتعة والإثارة  في الأدوار الاقصائية من البطولة مضمونة دائماً.
حيث سيكون نادي برشلونة في مهمة سهلة نظرياً عندما يواجه نادي ليون الفرنسي الذي فقد الكثير من نجومه لصالح الأندية الأوروبية الكبيرة.
فيما ستكون مهمة زعيم هذه البطولة، و بطل نسخها الثلاثة الأخيرة ريال مدريد، أكثر تعقيداً من مهمة غريمه التقيدي، عندما يواجه فريق أياكس الهولندي الذي أثار إعجاب المتابعين بأدائه اللافت و المميز في دوري المجموعات، حتى أن البايرن لم يتمكن من التغلب عليه في لقائي الذهاب و العودة مكتفياً بالتعادل فقط، في مباريتين أثبتتا بأن أياكس سيكون بفريقه الشاب نداً حقيقياً لكبار القوم في أوروبا.
أما في المواجهة الأخيرة التي تجمع ناديي روما الإيطالي مع بورتو البرتغالي، فالفرصة ستكون متساوية لكلا الفريقين للعبور إلى الدور التالي من البطولة.
إذاً فالكل بانتظار شهر شباط القادم للتعبير عن حبه و عشقه للمحبوب، و بالتأكيد فإن كرة القدم لم و لن تبخل يوماً في مبادلة الحب مع الملايين من عشاقها حول العالم، و هديتها لهم في منتصف شباط تبقى أغلى هدية يتلقاها العاشق الكروي الولهان على الاطلاق .

 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر