"مورد" تقدم نموذجاً عن صمود المرأة السورية

"مورد" تقدم نموذجاً عن صمود المرأة السورية

دمشق-المشهد-ريم غانم

يعد العمل اليدوي داعماً مميزاً للاقتصاد الوطني في حال كان متقناً ومسوق له بشكل جيد، وهو ما تعمل عليه جمعية مورد التي تعنى بالمرأة السورية المسؤولة عن عملها، من هنا أقيم المعرض السنوي لهذه الجمعية في فندق الفورسيزن في دمشق والذي ضم أعمالاً وحرفاً يدوية لنساء من مختلف المحافظات السورية.

للوقوف على المعرض وتفاصيله كان للمشهد لقاء خاص مع السيدة ياسمينة الأزهري مؤسسة الجمعية والمشرفة على المعرض:
بداية تحدثت سيدة الأعمال السورية عن سبب تسمية الجمعية "مورد" والتي أخذت اسمها من الأحرف الأولى للتسمية باللغة الأجنبية " تغعيل وتطوير دور المرأة في الحياة الاقتصادية"، حيث يقوم عملها على دعم المرأة السورية المسؤولة عن اقتصاد منزلها بحيث تكون أعمالها 90 بالمئة منتجات يدوية.

مضيفة أنها تقوم سنوياً بدعوة جميع السيدات اللواتي يعملن أشغالاً وحرفاً يدوية أو اللواتي يملكن وكالات هن قائمين عليها، حيث أصبحت طبيعة الاعمال المشاركة في المعرض معروفة وعليه نستقبل كل عام 500 طلب للمشاركة فيما نختار منهم فقط 100 مشاركة، بعد أن نختار الأفضل والأكثر تميزاً وبعد أن تقييم العمل على أرض الواقع، وبذلك نشجع باقي السيدات ممن لم يحالفهم الحظ والاشتراك إلى التميز والتطور في أعمالهن، يضاف إلى هؤلاء المشاركات سيدات لديهم وكالات لماركات معينة أو اللواتي أصبحن يبعن عبر التسويق الالكتروني وبذلك يكون هذا المعرض فرصة مهمة لهن لفتح باب مباشر للبيع.

 وتابعت الأزهري أصبح المعرض يشكل حالة تعاضد مميزة بين السيدات المشاركات حيث أصبحن يتعاونوا مع بعضهم لمواصلة العمل بعد كل فترة عرض ويفتحوا بذلك شراكات وأسواق جديدة تساعدهم في الترويج لمنتجاتهم، كما تأخذ معظم السيدات طلبات للعمل لمدة سنة كاملة على منتجاتها.
كاشفة على أن المعرض هذا العام كان بدعم شركة أمان القابضة وبنك البركة، والذين ساعدوهم على تسديد أجار الطاولات التي تم حجرها في الفندق، كما سيقام هذا المعرض في محافظة اللاذقية في شهر اذار من العام القادم.

بالمقابل كانت الأعمال المشاركة في المعرض على مستوى عال من الاتقان والتميز الذي ينافس الكثير من الأعمال الجاهزة إن لم يتفوق عليها، حيث تجولت المشهد بين أعمال المشتركات وعادت بالتالي:
هلا السعدي مديرة الوحدة الإنتاجية في جمعية الندى الخيرية إحدى المشاركات والتي تحدثت بتفاؤل وحب عن وجودهم في المعرض ووصفت هذه المشاركة بأنها فرصة مهمة وكبيرة لكل سيدة موجودة في الجمعية للترويج لأعمالهم، خاصة أنهم يقومون على تدريب سيدات وربات منزل ليس لديهم معيل ليصبحن قادرات على امتلاك مهنة وحرفة تساعدهم على مواجهة ضغوط الحياة، مشددة السعدي على أنهم يقومون بتأمين كل المواد الأولية للسيدة لتقوم بالإنتاج، مضيفة أن مشاركة الجمعية كانت عبر أعمال البسط والاكسسورات المصنعة عبر آلة النول الموجودة في مقر الجمعية في الغزلانية، كما شاركنا بمنتجات يدوية أخرى مثل البشاكير والتطريز الآغباني بالإضافة إلى قسم الخياطة والحياكة عبر السنارتين والسنارة.
فيما تحدثت السيدة سحر نجمة المسؤولة عن مشروع صغير خاص يعمل لديها فيه العديد من السيدات اللواتي يقمن بصناعة الحلويات من دمشق وحلب، وقالت بأن الأعمال المتوسطة والصغيرة تأثرت بأغلبها بظروف الحرب، لكن معظمهم بقي صامد ومستمر بعمله بل وساعد غيره، وأنا منهم حيث ساعدت الكثير من الورش على الاستمرار لتقديم أعمال مميزة وبسعر مقبول حيث كان هدفنا الاستمرارية وأن نقول بأننا لن نغادر بلدنا، خاصة أن الكثيرات كن في مناطق ساخنة وسببت لهم الأزمة بتوقف جزئي لأعمالهم، من هنا أكدت سحر نجمة أن مشاركتهم في هذا المعرض فرصة كبيرة للترويج لأعمالهم ولكي يعود الناس للتعرف على أعمالهم التي توقفت لفترة من الزمن.

رالدة شكو فتاة شاركت في المعرض بأعمالها اليدوية لكل منتجاتها فهي فقط تعتمد على بعض المواد الأولية من الخيطان الحرير وبعض قطع الاكسسوار لتصنع منتجات في منتهى الروعة من الكروشيه بطريقة غير تقليدية خرجت بها عن المعتاد، حيث قدمت أعمالها على قطع الاكسسوار وصواني الخشب مع بلكسي والحقائب، رالدة تحدثت عن مشاركتها وقالت: "أشارك في هذا المعرض كل عام لما يقدمه لي من ترويج لمنتجاتي كوني أعمل في المنزل فقط، وبالتالي تفيدنا هذه المشاركة بالترويج لمنتجاتنا على اعتبار أن زوار المعرض هم أشخاص انتقائيين ويعرفون قيمة كل قطعة يدوية.

وكان للفن حضوره المميز في المعرض عبر العديد من المشاركات ومنها مشاركة رزان الكيلاني التي قدمت أعمالها عبر الرسم على عدة خامات من أقمشة وخشب لتقدم فنها على الأغطية والجلائل والطاولات، معتبرة أن مشاركتها ساعدتها على تقديم نفسها وأعمالها بطريقة مميزة، فهذه المعارض تشجع الأعمال اليدوية للمرأة السورية والتي تضررت خلال الحرب كثيراَ حتى لو لم يكن هناك بيع، كما تفيدنا بأن نعرف الذوق العام للناس وما تفضل ليكون منطلقاً لأعمال أخرى اكثر رواجاً.


 


معرض "مورد" للمنتجات اليدوية


شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر