نُصُب "الأطفال ضحايا رذائل الكبار" بين مؤيد ومعارض ...
-
ناهل الخطيب - 2018/11/29
- 2246
موسكو - ناهل الخطيب
بين مؤيد ومعارض اختلفت الآراء حول نصب "الأطفال ضحايا رذائل الكبار.." شُيِّد هذا النصب عام 2001 بتوجيه من محافظ موسكو للفنان ميخائيل شيمياكين. بالبداية حصلت ردات فعل غاضبة، فهناك من انتقد واتهم مدعياً وكأنه بجوهره هو نصب تذكاري للأشرار أنفسهم ليس إلَّا.
أما في الواقع فهو تكوين نحتي مجازي يرمز إلى محاربة الشر والرذائل البشرية، ورمز يدفعنا للنضال من أجل خلاص وإنقاذ الأجيال الحالية والقادمة. ويعتبر من مناطق الجذب الحديثة الأكثر شعبية في العاصمة موسكو.
ثلاثة عشر منحوتة من البرونز مصفوفة على شكل نصف دائرة تجسد الإدمان بنوعيه، البغاء، السرقة، الجهل، العلوم الزائفة، اللامبالاة، العنف، السادية، فاقدي الذاكرة والوعي، استغلال عمالة الأطفال، الفقر، والحروب، وفي الوسط طفلين معصوبي العينين.
وبالرغم من بعض المعارضين يبقى جميع العقلاء والشرفاء مؤيدين لهذا النصب، حيث يحثنا الفنان للنظر حولنا لسماع ورؤية الأحزان والأهوال التي يمر بها الأطفال اليوم. فمئات الملايين من الأطفال حول العالم ضحايا سوء التغذية، والمرض، والإتجار بالبشر، وغيرها من أشكال الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي. وأكثر من مئة مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5-14 سنة في العمل القسري بالإضافة إلى العمل في الشارع. وكم من ملايين الأطفال يجبرون على المشاركة بالأعمال العدائية الإرهابية، وكل عام ملايين الأطفال لا يتم تسجيلهم ويصبحون عرضة الإجرام والمجرمين..
إنني أرى في هذا النصب الكثير من الرمزية التي تتجسد في أشكال الرذائل، وتجسيد حي للمأساة والمخاطر التي تواجه الأطفال والهدف منه الإضاءة والدلالة على كل ذلك. فهذا كله يحثنا للعمل على حماية وإنقاذ أطفالنا من مختلف هذه المخاطر قبل فوات الأوان.
