"الفيس بوك".. طلاق في الواقع.. وارتباط في الافتراضي
-
جودي دوبا - 2018/11/27
- 1459
دمشق - المشهد جودي دوبا
كنت محط أنظار جميع صديقاتي، وكنّا يحسدنني على زوجي الذي تزوجته بعد قصة حب كبيرة، هذا ما بدأت ندى الشابة الثلاثينية حديثها، لتتابع، بعد خمس سنوات من الزواج، بدأت أشعر ببرودة مشاعر زوجي تجاهي، حيث بدأت الحياة عملية جداً، من تنفيذ لطلبات المنزل والأولاد، وبرودة الحياة العاطفية ما بيننا، اعتقدت بالفترة الأولى، أن الظروف التي مرننا بها في الحرب والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي ما جعله يصبح شخص عملي همه تأمين حياة كريمة لنا.
لكن للأسف تخميني لم يكن في محله، لاكتشف لاحقاً أنه يمر بعلاقة عاطفية افتراضية، عن طريق صفحته على الفيس بوك، جعلته يستغني عن حبه الواقعي، ويعتبره واجب لا أكثر.
لم أستطع أن اعتبر هذا الحب الافتراضي حالة عابرة، لا أساس لها، لذلك طلبت الطلاق، دون السماح له بطرح أي تبرير.
يؤكد محمد راضي "اخصائي اجتماعي" أن ظاهرة الخيانة انتشرت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً وبرامج المحادثة الهاتفية، لكن الخيانة بشكل عام موجودة منذ الأزل، ولم تكن التكنولوجيا السبب الرئيسي لانتشارها، لأن من لديه مبدأ عدم الخيانة لا يخون مهما اتيح له من طرق وسبل مختلفة ومن يريد الخيانة يجد لنفسه ألف طريقة وطريقة.
دراسات
أكدت دراسة نشرها الموقع الإلكتروني لجريدة "ديلي ميل" البريطانية" زيادة نسب حالات الطلاق حول العالم، وأرجعت السبب الرئيسي وراء هذه النسب إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير التقرير إلى أن الأبحاث التي قام بها المشرفون على هذه الدارسة أكدت أن هذه الظاهرة لم تكن منتشرة قبل خمس سنوات من الآن، وأن السر في هذا الأمر هو تزايد إقبال وارتباط الرجال بهذه المواقع مما جعل هناك فرصة لإقامة علاقات غير شرعية وكانت النتيجة الطلاق".
أضافت الدراسة أن الفيس بوك يمثل تهديداً خطيراً على نحو خاص على العلاقات القائمة بين زوجين أو حبيبين لم يمض على علاقتهما أكثر من 3 سنوات أما بالنسبة للأزواج الذين مضى على زواجهم أكثر من 3 سنوات، فغالبا لا يشكل استخدام فيس بوك خطرا فعليا عليهم، لأن علاقاتهم تكون أكثر نضجا، فضلاً عن ثقة كل منهما بالآخر وشددت الدراسة على أن الاستخدام المعقول لمواقع التواصل الاجتماعي قد يحد كثيرا من آثارها المدمرة على العلاقات الزوجية والعاطفية، خاصة بالنسبة للأزواج حديثي الزواج، الذين يكون كل منهما ما زال يبحث ويتعرف على الآخر وسلوكياته.
