حتى أنت يا لحم الفقراء..  "سندويشة" الفلافل تتخلى عن ناسها

حتى أنت يا لحم الفقراء.. "سندويشة" الفلافل تتخلى عن ناسها

 

المشهد - حلب ـ مصطفى رستم
"لقمة هنيّة وصحتين" بهذه العبارة يقدّم "أبو فؤاد" على بسطته الخشبية (سنّدويشة) الفلافل لزبائنه، ولا ينّسى أن يعطي معها (المخللاّت) هو يَهتمُ بزبائن (بسطته) المتموضعة بالقرب من سُوق (الهال) الذي يبيع الخضار والفواكه بالجملة.

العمال في السُوق يتهافتون على بسطة "أبوفؤاد"، وكغيرهم من الزبائن، وأصحاب الدخل المحدود لمسوا هذا الفارق في تسعيرة مُنتجات بائع بسطة الفلافل المتواضعة، فسعر السندويشة بدأت ترتفع لتصل لسعر أضعاف سعرها الأساسي فيما يَعزو ابو فؤاد السبب لارتفاع أسعار المواد لظروف الحرب .

غلاء المعيشة بعد الحرب دفعت الأسعار إلى الارتفاع لعشرة أضعافها عن السابق يقول "رامز" طالب جامعي " لـ المشهد : "كنا نشتري سندويشة الفلافل بـ 25 ل.س اليوم يتراوح سعرها اليوم من 250 لـ 300 ل.س"،  ويشير هذا الارتفاع إلى أن وجبة فطور لعائلة مكونة من 5 أفراد  كحد وسطي ستصل لألفي ليرة سورية كانت في سنوات مضت تكفي الأسرة السورية  لأيام.

ويضجّ المطّبخ السوري بمأكولات شعبيّة شهيّة، تناولها السوريون ليس فقط لأنها لذيذةٌ بل لرخص تكلفتها، ناهيك أنها تكفي دخل العائلة،  فارتبطت بهوية مائدته في وجبات الفطور، الغداء أو العشاء، وما (الفلافل، الفول، العدس، وغيرها من البقوليات..) إلا غذاء أساسي لأصحاب المعيشة المتوسطة، والفقيرة حتى أنها وُصفت بـ (لحم الفقراء) لاعتمادهم عليها، فقيمتها الغذائية العالية، وانخفاض السعر جعلهم يهبّون لتناولها.

أسعار الفلافل تجاوزت الحدود حتى على موائد الأغنياء ففي المطاعم المتوسطة (النجوم) يتراوح سعر الوجبة من (1000 لـ 2000 ل.س)، وبمطعم شعبي في حلب يضيف "أبو عبدو" كمية من زيت الزيتون (عفريني) فوق صحن الفول، وهو الزيت الأكثر شهرة في مدينة حلب، ويُعصر في مدينة عفرين بريف المدينة يقول:
 "الله على أيام زمان كانت البركة طامرتنا، وكنا نطلب سفرة مليئة بأطباق اللحوم والمشاوي بألف، أو ألفين ليرة، والآن صحن الفول هذا يكلفني ألف ليرة".

يحتار الناس كيف يتدبرون مصاريفهم، أو يضبطون نفقاتهم، فارتفاع الأسعار بات هاجساً يومياً في زمن الحرب، ولتبدأ حرب أخرى هي حرب لقمة العيش، "الأسعار بارتفاع دائم، ومكونات هذه الوجبات ارتفع ثمنها، وكلما ارتفعت أسعار المواد لابد لي من رفع سعر السندويشة"، هكذا عبر "أبو فؤاد" ليبرر التكلفة الزائدة، فالفلافل بحسب قوله بحاجة لزيت، وخضار، طحينة، لبن وغيرها لتصبح السندويشة، أو صحن الفول بطعم طيب المذاق.

لحم الفقراء يتخلى عن ناسه وعن طالبيه في أيام الشدة بارتفاع سعره وتزايد تكلفته ليرتفع وليتوضّع على موائد الأغنياء أيضاً بتسميات مختلفة، ولك أن تشاهد مطعماً مشهوراً بحلب يقدم وجبة فلافل باسم (وجبة فلافل عربي  إكسترا)، الجميع تخلى عن الفقراء

حتى أنت يا لحم الفقراء !!.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر